السياسي – متابعات
وقع شاب كفيف من كركوك العراقية ضحية لعملية نصب محكمة شبيهة بما عُرض في المسلسل المصري الشهير “بـ 100 وش”، إذ أُسدل الستار على مشروع زواجه المنتظر باختفاء “العروس” وعائلتها، بعد أن حصلوا منه على ملايين الدنانير، في واحدة من أكثر قضايا الاحتيال الاجتماعي إثارة للجدل خلال الفترة الأخيرة.
وفي التفاصيل، فقد تعرّض محمد سردار، البالغ من العمر 25 عاماً، والذي يدرس في كلية الشريعة، إلى خدعة مؤلمة من قِبل وسيط زواج أوهمه بترتيب زواجه من أرملة من مدينة الموصل، حيث أقبل الشاب على الأمر بحسن نية، مدفوعاً برغبة صادقة في تكوين أسرة.
وانطلقت القصة حين تواصل الشاب الكفيف مع شخص يُدعى “عبد الصمد” عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عرّف نفسه بأنه قادر على تأمين زيجة مناسبة له. وبعد اتصالات متكررة وزيارات متبادلة، رُتبت لقاءات مع ما بدا أنها “عائلة العروس”، وتمّت قراءة الفاتحة، وبدأت التحضيرات الكاملة للزفاف.
وساهمت عائلة الشاب بمبلغ يزيد على 5 ملايين دينار عراقي لتغطية مستلزمات الزواج، من مهر ومصوغات ذهبية وملابس للعروس وغرفة نوم، إضافة إلى تحويل مبلغ إضافي قدره 600 ألف دينار لتغطية تكاليف صالون التجميل، بناءً على طلب الوسيط قبل يومين فقط من موعد الزفاف.
غير أن الصدمة الكبرى حلّت يوم الزفاف، حين توجّهت عائلة محمد إلى منزل العروس في مدينة الموصل، لتتفاجأ بأن المنزل خالٍ تماماً، وأن الجيران قد أبلغوهم بأن العائلة المستأجرة غادرت بشكل مفاجئ في الليلة السابقة.
وعلى الفور، حاولت العائلة التواصل مع الوسيط عبد الصمد، غير أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل، إذ أغلق هاتفه واختفى دون أثر.
وتشابهت هذه الواقعة بشكل لافت مع أحداث وقعت في المسلسل المصري “بـ 100 وش”، الذي عرض في عام 2020 وحقق نجاحاً واسعاً، ففي إحدى الحلقات، تنكّر أفراد عصابة التي يقودها “سكر” و”عمر”، وجسدهما نيللي كريم وآسر ياسين، في هيئة عائلة لفتاة، واستقبلوا شاباً تقدم لخطبتها، ثم أخذوا منه المهر والشبكة ومصاريف الزفاف، وفروا جميعاً دون أثر، ثم كرروا هذه الحيلة مراراً من خلال إنشاء مكتب زواج وهمي.
وجاءت عملية النصب التي تعرض لها الشاب العراقي محمد سردار مطابقة تقريباً لذلك السيناريو الدرامي، لكن بفارقٍ مؤلم أنها وقعت في الواقع.
من جهتها، قالت أسرة الشاب في تصريحات إعلامية، إنهم ما زالوا في حالة صدمة وذهول من هول ما حدث، لا سيما أن محمد كان يعلّق آمالًا كبيرة على هذا الزواج، وأنفقت العائلة مدخراتها لإتمام الزيجة، وما زاد من قسوة الموقف هو استغلال حالة الضحية واحتياجه للزواج، نظراً لكونه كفيف البصر.
وتخضع القضية حالياً للتحقيق من قبل الجهات الأمنية في محافظة كركوك، وسط مطالبات بمحاسبة المتورطين في عمليات النصب التي تتم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة تجاه ذوي الاحتياجات الخاصة.