السياسي – نشر الكاتب الإسرائيلي أمير شيفرلينج مقالا في موقع “واللا” العبري، تناول فيه انحطاط المجتمع الإسرائيلي، أمام مشاهد القتل والجرائم التي ترتكب في قطاع غزة، قائلا: نُشر قبل أيام على مواقع التواصل الإجتماعي، مقطع فيديو أثار صدمة وغضبا كبيرا، يظهر فيه كلب يقترب ويأكل جثة امرأة فلسطينية على الطريق في غزة.
وأضاف، ما كان مأساة إنسانية تحولت، في أعين المئات على وسائل التواصل الاجتماعي، إلى مادة للترفيه، مع تعليقات مثل: “بالهناء لك”، “ليأكلهم جميعا”، و”تستحق ذلك”.
وتابع: بعض هؤلاء هم آباء لأطفال، وبعضهم حضروا أمس إلى الكنس في يوم الغفران وهم يرتدون القمصان البيضاء، ومع ذلك أصبح مشهد موت إنسان مجرد “عرض” على شاشاتهم، يرافقه قلوب وإيموجي للضحك والعناق.
ويُشير الكاتب إلى أن هذه الردود لا تنمو في فراغ، بل على أرضية سياسية تغذيها الخطابات والممارسات اليومية، حيث يتم تصوير الدم والدمار على أنه قوة أو إنجاز وطني.
مثال على ذلك، وزير الجيش الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الذي كتب بعد تدمير مبنى في غزة كلمة واحدة: “بدأنا”، وكأنها إعلان احتفالي، فيما يتعامل الجمهور مع الموت والدمار وكأنه لعبة أو مناسبة للترفيه.
وقال الكاتب: عندما يتعامل وزير كبير في الحكومة مع الحرب كما لو كانت لعبة، يفهم الجمهور القواعد الجديدة بسرعة: الموت احتفال، التدمير إنجاز، واللايك بطاقة هوية.
يؤكد الكاتب أن هذا التعلق الإعلامي والاجتماعي بالموت والدمار لم يعد يقتصر على غزة فقط، بل يمتد إلى داخل إسرائيل نفسها، حيث يمكن لمهاجم أن يُحتفى بمقتله أو بمقتل مدنيين إذا لم يتفق مع الخط الرسمي للحكومة، لتصبح الكراهية مؤطرة وموجهة لكل من لا “يشارك في الاحتفال بالموت”، معززة ثقافة الاستهزاء والانحراف عن المعايير الإنسانية.