السياسي – اجتاحت صورة مولدة بالذكاء الاصطناعي تحمل عبارة “كل العيون على رفح” مواقع التواصل الاجتماعي خلال اليومين الماضيين، حيث تمت مشاركتها عشرات ملايين المرات حول العالم في مدة زمنية وجيزة بعد مجزرة الخيام المروعة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي عبر استهداف مخيمات النازحين بالمدة الحدودية جنوب قطاع غزة.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي الصورة التي تظهر تجمعا مفترضا هائلا للخيام في أرض صحراوية وتظهر عبارة “كل العيون على رفح” في الوسط باللغة الإنجليزية، على نطاق واسع للتعبير عن تنديدهم بعدوان الاحتلال الإسرائيلي المتواصل على المدينة المكتظة بالنازحين.
وتركزت المشاركات على تطبيق “إنستغرام” التابع لشركة التكنولوجيا العملاقة “ميتا”، وقد وصل عدد مرات إعادة مشاركة الصورة إلى أكثر من 29 مليون مرة خلال أقل من 24 ساعة، في حين تجاوزت حاجز الـ35 مليون مشاركة اليوم الأربعاء.
وشارك العديد من المشاهير والمؤثرين حول العالم الصورة المولدة بالذكاء الاصطناعي، على الرغم من القيود الصارمة التي تفرضها شركة “ميتا” التي تملك أيضا منصة “فيسبوك”، على المحتوى المتضامن مع الشعب الفلسطيني بحجة أنه “ذو طبيعة عنيفة” لا تتوافق مع سياسات الشركة.
ونقل تقرير لشبكة “إن بي سي نيوز” الأمريكية عن المستشار والخبير في وسائل التواصل الاجتماعي مات نافارا، قوله إن هناك “اتجاها متصاعدا نحو نشر صور مثل (كل العيون على رفح)، باعتبارها لا تتضمن أي عنف وتساهم في إيصال رسائل معينة”.
وشدد نافار على أن صورة “كل العيون على رفح” تسلط الضوء على كيف يمكن للناشطين عبر مواقع التواصل الاجتماعي استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى رقمي يقدر على حمل الرسائل دون مخالفة قواعد المنصات.
وقال نافارا إن “كل العيون على رفح” تسلط الضوء على كيف أنه يمكن للناشطين استخدام الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى يمكنه توصيل الرسائل مع الالتزام بقواعد المنصات.
ويشن الاحتلال قصفا عنيفا بشكل متكرر على مدينة رفح متعمدا استهداف المدنيين وخيام النازحين، ما أسفر عن مجازر مروعة راح ضحيتها أكثر من 72 شهيدا خلال الساعات الـ48 الماضية، بحسب المكتب الإعلامي في القطاع.
والأحد، قصف جيش الاحتلال الإسرائيلي خيام النازحين في منطقة تل السلطان شمال غرب رفح الحدودية، ما تسبب في مجزرة مروعة بحق المدنيين راح ضحيتها ما يزيد على الـ45 شهيدا وعشرات الإصابات.
ولليوم الـ236 على التوالي، يواصل الاحتلال ارتكاب المجازر، في إطار حرب الإبادة الجماعية التي يشنها على أهالي قطاع غزة، مستهدفا المنازل المأهولة والطواقم الطبية والصحفية.
ومنذ 6 أيار/ مايو الجاري، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي هجوما بريا عنيفا على مدينة رفح التي تكتظ بالنازحين والسكان، وذلك رغم التحذيرات الأممية والدولية من مغبة العدوان على المدينة الحدودية وأمر محكمة العدل الدولية بوقف الهجوم.
وارتفعت حصيلة ضحايا العدوان المتواصل على قطاع غزة إلى ما يزيد على الـ36 ألف شهيد، وأكثر من 81 ألف مصاب بجروح مختلفة، إضافة إلى آلاف المفقودين تحت الأنقاض، وفقا لوزارة الصحة في غزة.