1100 دولار يوميا و10 آلاف دولار مقدما:
كشفت وكالة رويترز للأنباء عن أجور المجندين في شركات الأمن الأميركية التي تدير نقاط التفتيش في نتساريم.
يبدو أن وقف إطلاق النار هو أيضًا عمل اقتصادي يدر أرباحًا عالية بشكل خاص لبعض الأطراف. ويحصل العمال الذين تجندهم شركات الأمن الأميركية للعمل على نقاط التفتيش في غزة، كجزء من المطلب الإسرائيلي بالالتزام بالاتفاق، على تعويضات يومية مرتفعة للغاية.
وتقدم شركة الأمن الصاعدة UG Solutions من ولاية كارولينا الشمالية الأمريكية لمجنديها الجدد الراغبين في القدوم إلى غزة أجرًا يوميًا قدره 1100 دولار (حوالي 4000 شيكل) يوميا – وهو المبلغ الذي يرتفع إلى 1250 دولارًا لمن تم تدريبه كمسعف. وبالإضافة إلى ذلك، يحصلون على دفعة سخية قدرها 10 آلاف دولار (حوالي 36 ألف شيكل) وتأمين بقيمة نصف مليون دولار في حالة الإصابة الخطيرة أو الوفاة. للمقارنة، يعد هذا راتبًا أعلى بكثير من راتب قاضي المحكمة العليا في الولايات المتحدة، أو الرئيس التنفيذي لشركة ناشئة، أو رئيس جامعة.
وتثير تفاصيل الاتصال بالمجندين الجدد، التي كشفت عنها رويترز لأول مرة، تساؤلات حول مصدر تمويل المبادرة.
ورغم أن إسرائيل أصرت في الماضي على أن الولايات المتحدة هي التي تمول نشر أفراد الأمن في غزة ، إلا أن التمويل لا يأتي من الولايات المتحدة، وفي واقع الأمر لم يكن للبيت الأبيض أي تدخل مباشر في القرار. -إشراك الشركات الأمنية في اتفاق وقف إطلاق النار، أو في ترسية العقد، أو في الأسعار المنصوص عليها فيه. وقال مصدر مطلع على تفاصيل الصفقة لرويترز إن إسرائيل ودول عربية لم يسمها تمول توظيف أفراد الأمن الأميركيين.
ومن بين نقاط التفتيش التي تديرها شركات أمنية أميركية، تلك الموجودة على محور نتساريم، على طول طريق صلاح الدين الذي يفصل شرق قطاع غزة عن غربه. وفي حين يعمل الجنود المصريون بالفعل عند نقاط التفتيش في المنطقة، ويبحثون عن الأسلحة المحتملة ويقومون بمهام أمنية أخرى، فقد تم تحديد دور أفراد الأمن الأميركيين على أنه أكثر محدودية، ومهامهم الفعلية ليست كثيرة.
وجاء في إعلان التوظيف المرسل للمرشحين أن المهمة هي “إدارة نقطة التفتيش والتفتيش الداخلي للمركبات” فقط، دون أي تفاعل أو اتصال مباشر مع السكان المحليين. ويتمركز العمال بعيداً عن المناطق السكنية، وهم مسلحون ببنادق M4 ومسدسات جلوك. وأكد متحدث باسم شركة UG Solutions التفاصيل قائلاً: “لأننا نركز على السيارات فقط”.
شركة UG Solutions، التي تأسست في عام 2023، هي اسم جديد وغير مألوف في صناعة الأمن الخاصة. وفقًا لسجلات ولاية فرجينيا، فإن الضابط الوحيد المسجل في الشركة هو جيمسون جوفاني، وهو جندي سابق في القوات الخاصة. أعرب مطلعون على صناعة الأمن عن دهشتهم من قرار منح مثل هذا العقد المهم في منطقة متوترة مثل قطاع غزة لشركة شابة وغير معروفة نسبيًا.
كما أن استخدام مقاتلين أجانب في دور أمني في قلب غزة يثير أيضاً عدداً لا بأس به من علامات الاستفهام العملياتية. إن الترتيب الحالي، الذي يتم بموجبه تمركز قوة أميركية مسلحة في بيئة تعتبر من أخطر البيئات في العالم، يضع الولايات المتحدة في موقف متوتر. إن احتمالية انخراط موظفي شركة UG Solutions في اشتباكات مع نشطاء فلسطينيين، أو حتى أن يتم اختطافهم، هو سيناريو لم يتم تناوله رسميًا بعد من قبل الحكومة الأمريكية. وقالت الشركة: “نحن مجهزون جيدًا للحفاظ على سلامتنا”.