بات واضحا ان أمريكا وإسرائيل ومعهم بريطانيا وفرنسا وألمانيا لم تختبر قدراتها الدفاعية والهجومية والإنسانية والأخلاقية بشكل قانوني قبل حلول طوفان الأقصى ظنا منهم بأن لا خطر يتهددهم أو يحدق بهم مع إستهتارهم وإستخفافهم بشعوب المنطقة ،فالدول منشغلة بهمومها الإقتصادية التي كانت أمريكا والغرب سببا في قتلها ونهبها وهي تلهث أيضا لشراء الأسلحة والمعدات مع ضرورة عدم فحصها والتأكد من فاعليتها إلى أن جاء طوفان الأقصى المبارك.
فقلب الطاولة بوجه هذه الدول مجتمعة وفضحها أمام نفسها وحلفائها وقد جاء الهجوم الإيراني الأخير على الصهاينة مكملا للطوفان وكاشفا لعجز إسرائيل وجميع الدفاعات الجوية الغربية وبأنها لا تعمل في الظروف الصعبة وقد تسبب فشل إدارة البيت الأبيض في تحقيق العدالة وإنفاذ القانون الدولي، كدولة عظمى إلى تعاظم الصراع العربي الإسرائيلي وكان لتمرد نتنياهو على إدارة البيت الأبيض وإهانة بعض شخوصه بشكل متعمد في أكثر من موقف سببا بإشعال جبهة لبنان ونقلها من الإسناد لتصبح مقبرة للصهاينة وأظهرت عجزهم في أي تغلغل ميداني يحمل أي قيم عسكرية او ميدانية وتخلل ذلك إستراتيجية هجومية مباغتة لإسرائيل تمثلت بقيام الهدهد بتصوير بنك أهداف جديد وعلى رأس تلك الأهداف مواقع الدفاعات الجوية التي ترتكز عليها أمريكا وإسرائيل في حماية المدن الإسرائيلية والأهداف الحيوية وسرعان ما تبع ذلك قصف لهذه البطاريات بصواريخ حزب الله وتحييدها مما سبب حرجا لهذه الدفاعات لأن نجاح صواريخ حزب الله في إستهداف بطاريات الدفاع الجوي جعل من تل أبيب هدفا سهلا مرتقبا لصواريخ حزب الله التي قد تمطر أي إحداثيات داخل تل أبيب في أي لحظة وبدلا من أن يلجأ البيت الأبيض للحكمة في مواجهة هذا التهديد نراه يفضل المكابرة الغبية وينجر خلف نتنياهو معتقدا أنه بإعادة توزيع بطاريات الدفاع الجوي المختلفة.
والتعديل على برمجياتها قد يؤمن تل أبيب والأهداف الحيوية من الضربات المستقبليه لمحور المقاومة مما سيصيب الصناعات العسكرية الأمريكية والغربية بزلزال كبير إذا نجحت إيران بردها القادم على هجوم إسرائيل المتوقع والذي تأخر كنوع من الخداع المكشوف لإيران ،ولأسباب تتعلق فقط بمنح أمريكا وقتا كافيا لمحاولة تمكين الدفاعات الجوية بمعالجة القصور الذي أصابها أمام الهجمة الإيرانية السابقة فهم لا يعلمون أن العليق وقت الغارة لا ينفع وتتوقع أجهزة الإستخبارات الأمريكية ردا إيرانيا أكثر قوة وتدمير لأهداف حيوية وإستراتيجية وربما مدنية إسرائيلية ومن المحتمل قواعد أمريكية إعتمادا على حجم ونوعية المشاركة الأمريكية في الهجوم الإسرائيلي.
لذلك أمريكا تسعى ومعها الغرب لإمتصاص هذا الهجوم المتوقع وإرتداداته وبأن لا يحقق أهدافا أعظم من الهجوم التدميري السابق دفاعا عن إسرائيل كمشروع إستثماري إرهابي لكل من أمريكا والغرب وإذا كتب النجاح لرد إيران القادم في الوصول إلى الأهداف المحددة وإختراق الدفاعات الجوية الغربية ،فسيشكل ذلك كارثة وهزيمة كبرى للمعسكر الغربي ولن تجد صناعاتهم العسكرية ولا مكانتهم السياسية السابقة من يشتريها إلا بعض الدول الضعيفة التي لا يهمها أي قيم إنسانية ولا جودة السلاح بقدر ما يعنيها أخذ اللقطه وإرضاء البيت الأبيض فهذه الأسلحة ستكون مجرد أكوام من الحديد الصلب تصلح للبيع كخردة بالمزاد وبحسب وزنها دون أي قيمة دفاعية لها وكان من الأسهل والأنسب للبيت الأبيض كدولة تدعي القيم وبأنها ترعى مصالح هذا العالم وبقليل من الحكمة وبحركة بسيطة للسياسة الأخلاقية وأرتكازا على القانون الدولي وبممارسة بعض الضغط المتاح على المتطرفين الصهاينة نزع فتيل الحرب وإنهاء جرائم القتل والإبادة التي يمارسها المعسكر الغربي والإسرائيلي ضد العرب والمسلمين الأبرياء، وإحلال السلام في المنطقة ويبدو أن بعض الموجودين في البيت الأبيض من المتصهينين لا يؤمنون بذلك ولا يوجد أي ملامح للإنسانية الحقيقية على جدول أعمالهم فهم ينصاعون ويتسابقون حتى كمرشحين لتنفيذ رغبات وأوامر المتطرفين الصهاينة والحركة الصهيونية مع ان ذلك السلوك السيء يدفع بالكون نحو الهاوية وبإتجاه توسيع الحرب إلى نووية ثالثة تحمل طابعا دينيا متطرفا أراده لها المتطرفون والمتصهينون لتأكل الأخضر واليابس فالمسلمون والعرب صمتوا كثيرا أمام جرائم إسرائيل وأمريكا والغرب ليس خوفا وإنما إيمانا بأن الصمت من معاني الحكمة ،ولن يكون بمقدورهم الصبر أكثر من ذلك فقد تنخرط تلك الدول الصامته الى جانب المقاومة بشكل مفاجئ ضد معسكر الشر الذي تجاوز كل حدود القانون والإنسانية مترقبين رد أغبياء إسرائيل وأمريكا على إيران مما قد يشعل المنطقة ،فلا تجد من يطفئها فالجميع بالضرورة سيعلن موقفه من هذه الحرب الدينية وفقا لما تراه الشعوب ،فالمسجد الأقصى هو مسرى رسولنا العظيم عليه الصلاة والسلام ولا يمكن التفريط به .
حفظ الله أمتنا العربية والإسلامية صاحبة المجد والتاريخ والإنسانية والقول الفصل .