كوربن يطالب بالتحقيق في دور بريطانيا بحرب الإبادة على غزة

السياسي – طالب الزعيم السابق لحزب العمال البريطاني، جيرمي كوربن، بإجراء تحقيق مستقل في الدور الذي لعبته المملكة المتحدة خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، مشدداً على أن بريطانيا كانت طرفاً مؤثراً للغاية في العمليات العسكرية التي نفذها الاحتلال الإسرائيلي.

وفي رسالة مفتوحة وجهها إلى رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، ونشرها عبر حسابه على منصة “أكس”، عبّر النائب المستقل في البرلمان عن قلقه من استمرار تصدير مكونات طائرات “أف-35” إلى إسرائيل، منتقداً رفض الحكومة البريطانية وصف ما حدث في غزة بـ”الإبادة الجماعية”. وأكد أنه طرح مراراً تساؤلات حول الموقف القانوني لهذه الصادرات، ومدى توافقها مع الالتزامات الدولية للمملكة المتحدة، لكنه قوبل بـ”التهرب والعرقلة والصمت”، وفق تعبيره.

وأشار كوربن إلى أن التحقيق الذي يطالب به يجب أن يحدد القرارات التي اتخذتها الحكومة، والأسس التي استندت إليها، والعواقب المترتبة عليها، مشدداً على أن ذلك يتطلب مشاركة كاملة من الوزراء الذين كانوا في مواقع المسؤولية منذ السابع من أكتوبر 2023.

كما لفت إلى أن هناك اتهامات خطيرة بأن الحكومة اتخذت قرارات ربما تورط مسؤولون فيها بارتكاب انتهاكات جسيمة للقانون الدولي، مؤكداً أن هذه الاتهامات لن تختفي إلا من خلال تحقيق شامل يكشف الحقيقة ويوضح مدى قانونية هذه القرارات.

وفي تحذير واضح من تكرار أخطاء الماضي، استحضر كوربن تجربة غزو العراق عام 2003، مذكّراً بتقرير جون تشيلكوت، الصادر عام 2016، الذي خلص إلى أن قرار بريطانيا المشاركة في الغزو استند إلى معلومات استخباراتية “معيبة”، وحمّل رئيس الوزراء الأسبق توني بلير، ووزير الخارجية آنذاك جاك سترو، ورئيس لجنة الاستخبارات المشتركة جون سكارليت، مسؤولية رئيسية عن ذلك القرار الكارثي.

وأكد كوربن أن تقرير تشيلكوت كشف إخفاقات خطيرة داخل الحكومة البريطانية آنذاك، التي تجاهلت تحذيرات الملايين من المواطنين بشأن الغزو، محذراً من أن بريطانيا قد تكون اليوم بصدد ارتكاب الخطأ نفسه فيما يتعلق بدورها في الحرب على غزة.

تابعنا عبر: