السياسي -24-وكالات
عندما قررت “نتفليكس” تحويل عالم الفنان سيمون ستالينهاغ من روايته المصوّرة “الولاية الكهربائية” إلى عمل حيّ، لم تتوجه إلى استوديو مؤثرات بصرية، بل طرقت باب جامعة كاليفورنيا في لوس أنجليس. وتحديداً، لجأت إلى مختبر الروبوتات والآليات (RoMeLa) بقيادة البروفيسور دينيس هونغ، لتبدأ مغامرة فريدة من نوعها: صناعة روبوت حقيقي يؤدي دوراً تمثيلياً في موقع تصوير حقيقي.
في غضون ثمانية أشهر فقط، نجح الفريق في بناء روبوت يحمل اسم “كوزمو”، بطول 1.4 متر، يتمتع برأس أصفر كروي، وجذع صغير، وأقدام ضخمة مستوحاة من أحذية القمر.
لكن التحدي الأكبر لم يكن في الشكل، بل في تزويده بشخصية ومشاعر، ليبدو حيوياً ومحبباً، وليس مجرد هيكل آلي بارد، وفقاً لموقع “إنتريستنغ إنجينيرينغ”.
روبوت يُعبّر… وليس فقط يتحرك
يضم “كوزمو” 16 محركاً صغيراً في الرأس، تُستخدم لتحريك الحاجبين، وإمالة الأذنين، وتحريك العينين بتناغم مع موسيقى مستوحاة من رسوم التسعينيات.
وبرمج المهندسون بعناية حركاته، لتبدو طبيعية ودقيقة، وتُعبر عن حالته الشعورية، من التلويح والوميض إلى الانفعالات اللفظية البسيطة.
وسرعان ما انتشرت مقاطع الفيديو التي تُظهر حركات الروبوت “الثرثار”، متجاوزاً التوقعات في عالم المؤثرات الواقعية.
من الشاشة إلى المستقبل
رغم أن هدف “نتفليكس” كان تقديم شريك تمثيلي مميز، فإن آفاق مختبر RoMeLa تتجاوز الترفيه. فقد أثبت “كوزمو” أن تقنيات مشغّلات BEAR المتكاملة تتيح تحريك أطراف مرنة ومعبرة دون الحاجة إلى أنظمة هيدروليكية معقدة.
ويعتقد الباحثون أن التصميمات التي تجمع بين الخيال الفيزيائي والبُنية الواقعية قد تُحدث ثورة في صناعات متعددة، من تمائم مدن الملاهي إلى روبوتات الترحيب في المتاجر، مروراً بالأطراف الاصطناعية المستقبلية.
ومع تصاعد الطلب في هوليوود على المؤثرات العملية بدلًا من البكسلات، يبدو أن روبوت “كوزمو” لم يُفتح له باب الفن فقط، بل المستقبل أيضاً.