السياسي -وكالات
في أواخر القرن التاسع عشر، بدأت النساء في باريس في خياطة الشعر على جفونهن، وقد وصفت صحيفة “دندي كورير” الإجراء بالتفصيل، والذي يبدأ بفرك الجفن السفلي بالكوكايين، قبل تمرير إبرة دقيقة مربوطة بشعر من الرأس، عبر الحواف القصوى للجفن، وترك خيط الشعر في حلقات بطول متدرج بعناية.
وكانت الرموش الطويلة رائجة بحلول ذلك الوقت، واعتبرت رمزاً للشباب والبراءة، وبحلول أوائل القرن العشرين ظهرت صناعة مزدهرة للرموش الاصطناعية، وفق ما ذكرت صحيفة الغارديان البريطانية.
ميني ماوس
وفي العام الماضي، قُدِّرَت سوق تمديد الرموش العالمية بنحو 1.66 مليار دولار، ومن المتوقع أن تتضاعف بحلول عام 2032، وتقدر هيئة التجارة في صناعة الرموش Beauty Guild أن 129000 علاج للرموش يتم إجراؤه كل أسبوع في المملكة المتحدة، مما يجعلها خدمة الصالون الأكثر شعبية في البلاد.
وتُرى الرموش على أنها اختصار أساسي للأنوثة، لدرجة أن وجودها هو الفارق المادي الوحيد بين ميكي ماوس وميني ماوس، إنها تدل على الأنوثة بشكل مباشر.
طبقات الرموش
ولكن هناك طبقات لمعنى الرموش، وتقول الدكتورة ليزا بيتس، الباحثة والمحاضرة البارزة في الدراسات الثقافية والتاريخية في كلية لندن للأزياء: “إننا نستطيع أن نرى تحولاً واضحاً في كيفية استخدام الرموش في الأفلام السائدة والثقافة البصرية. من جان هارلو في فيلم Dinner at Eight (1933)، حيث عبرت الرموش عن الغرور، إلى مالكولم ماكدويل في فيلم A Clockwork Orange (1971)، الذي يوضح المرض النفسي، إلى مدام ميدوسا في فيلم The Rescuers (1977) من إنتاج ديزني، تعبيراً عن الإجرام والجشع، إلى مسلسل Euphoria (2019) من إنتاج HBO، وعلى الرغم من بساطة رمزيتها، إلا أنها يمكن أن تحكي مئة قصة مختلفة”.
الماسكارا تتراجع
وفي عام 2018، توقعت مجلة Business of Fashion أن الماسكارا “تفقد أهميتها”، وأن نموها يتباطأ بسبب الشعبية المتزايدة لعلاجات الرموش مثل رفع الرموش وتمديدها وتلوينها، و الآن، يمتد استخدام الرموش الصناعية عبر الأعمار والأجناس والطبقات الاجتماعية.
وتقول بيتس إن الطريقة التي يُنظر بها إلى هذه الأنواع من الرموش الصناعية في الثقافة السائدة “تنقل شيئاً ما عن حراسة البوابة التي تلعب دوراً في العلاقات الاجتماعية، حيث لا يزال الاقتصاد الرمزي للذوق مستخدماً لإدارة الحدود، ومع ذلك، أعتقد أن هذا يتعلق أكثر بإرث النظام الأبوي المستمر، حيث تظل قيمة المرأة مرتبطة بمظهرها، وبالطبع، هذا مدعوم ومستنير بالاقتصاد الرأسمالي، الذي يدمج بين الذوق والقيم، ما يجعلنا نستهلك بطريقة أو بأخرى، في هذه الحالة كوسيلة للتحسين والتجميل والتزيين، لأن كل ما نفعله يبدو أنه لا يكفي أبداً”.