تشن إسرائيل كل أنواع الحروب ضد فلسطينيي مدينة غزة لإجبارهم على النزوح إلى جنوب قطاع غزة، كمحور أساسي في مقدمة خطة الاحتلال الكامل.
وتخشى تل أبيب من التورط في قتل عدد كبير من الغزيين مما يزيد الضغوط الدولية على العملية ويعطلها، إضافة إلى ما يُهدد به مقاتلو حماس من قتل وأسر جنود جدد، الأمر الذي يربك الجيش عملياتياً.
ومن الحروب الإسرائيلية، هي الحرب النفسية، حيث يروج الإعلام العبري بكل أشكاله حول ما يُسمى بـ”الرحيل الكبير”، متوقعين نزوحاً جماعياً كبيراً من مدينة غزة إلى الجنوب.
وتعترف مصادر عسكرية لصحيفة “يسرائيل هايوم” العبرية، بأن الغزيين يرفضون النزوح رغم كل الضغوط، وأعداد قليلة جداً من استجابت حتى الآن، وبهذه الوتيرة ستطول العملية.
وتقول بعض منصات “تليغرام” العبرية، إنه رغم أن معظم الصحفيين الغزيين يخشون حماس، لكن بعضهم نشر توثيقات لمئات الغزيين وهم يفرون جنوبًا، ووفق ترويجاتهم، يستخدم الغزيون كل سيارة وحصان وحمار وعربة لمغادرة غزة، وفق قولها.
وينفي شهود عيان غزيين الأمر ، مشددين أنهم لن يتركوا بيوتهم على هول الضغوط الإسرائيلية، وسيحاولون لو اضطروا للنزوح التحرك للغرب لا الجنوب.
ووفق البيانات العسكرية الإسرائيلية، شدد الجيش خلال الساعات الأخيرة خطوات التجويع والتضييق على الفلسطينيين في مدينة غزة، ففجر خطوط المياه، وأوقف إسقاط المساعدات.
وفي المقابل يقول الجيش الإسرائيلي إنه يوفر خدمات وصفها بالإنسانية في الجنوب من المساعدات ومستشفى ومراكز إنسانية وشغل خطوط مياه جديدة.
وتفيد رسالة الحرب النفسية واللوجستية الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في مدينة غزة، والذين يقدرون بنحو مليونين، بأن النهاية معروفة، ومن يهرب أولًا سيستفيد، بينما المتأخرون “مهددون بالجوع والعطش والقتل خلال المعارك أو تفجيرات الأحياء”، حيث تم إفناء حي كامل خلال ثلاثة أسابيع، وفق صور الأقمار الصناعية الحديثة.
وحسب عدة تقارير عبرية في “معاريف” و”واللا” و”يسرائيل هايوم”، فإن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية مستعدة لترحيل أكثر من مليوني فلسطيني للجنوب.
وصرح مصدر عسكري بأن معظم البنى التحتية الإنسانية في الجنوب جاهزة لاستقبال حركة السكان، لافتًا إلى أن الفلسطينيين بدأوا بالنزوح بالفعل لتأكدهم من أن الجيش الإسرائيلي يعتزم احتلال المدينة مع العمليات التمهيدية الكبيرة للخطة خلال الأيام الأخيرة.
ووفقًا للتقديرات الإسرائيلية، تم إجلاء حوالي 10 آلاف شخص من المدينة، لكن الجيش الإسرائيلي يرغب في تسريع وتيرة النزوح واستكمال العدد بالكامل خلال نحو 20 يوماً.
المصدر: رويترز