لأعضاء مجلسى النواب والشورى .. لقد نفذ رصيدكم… شكرا مع السلامة

وجدى وزيرى

هذا العام تنتهى دورة النواب والشورى ،ولذلك وبكل مشاعر الامتنان التي لا تتجاوز في حقيقتها مجاملة مجبرة على إتمام البروتوكول، نتوجه بالشكر لأعضاء مجلس النواب والشورى، الذين… لم يتركوا لنا ما نشكرهم عليه..
نقر ، بلا تحامل أو ظلم، أن من بينكم من هم رجال صدقوا ما عاهدوا الوطن عليه: خدموا من قلوبهم، و تكبدوا من جيوبهم ، ونزلوا إلى الشوارع لا لينالوا التصفيق بل ليخدموا المواطن. هؤلاء وهم قِلّة  لهم كل التحية والاحترام.
لكن ، هل نكذب أعيننا ؟ هل نكبت ضمائرنا؟
المجلسان أصبحا، في كثير من جلساتهما، أقرب إلى “صالونات المنظرة” منهما إلى ساحة تشريع ومحاسبة. أحدكم يرفع صوته لا ليطالب بحقوق ناخبيه، بل ليُسمِع نفسه في نشرات الأخبار.
وآخر يصوّت على قانون لا يعلم مضمونه، فقط لأن
“الحزب شايف كده”.
أيها السادة النواب، والسيدات، لقد نفد رصيدكم.
نقولها تحليلًا. لدورتكم البرلمانية كانت كسحابة صيف، أزعجت بضجيجها ثم مضت بلا مطر. فماذا قدمتم للوطن؟
أين كنتم من قانون يحمي المواطن من جشع التجار؟
هل وقف أحدكم بوجه مافيا  المحليات، أو حتى ألقى خطابًا حقيقيًا ضد الفساد؟ وتفحل مواجهة تأجير المدارس الخاصة بين السمسرة والمكاسب المضمونه فى مقابل تعليم مهزوز لا يوجد به إلا مرجيحة المراجيح فى رحلات تقليب الطلاب وأولياء أمورهم اين كنتم؟
أم اكتفيتم فقط  بنسب إنجازات الحكومة لأنفسكم؟
يأتي رئيس حي لتركيب عمود نور، فيقف أحدكم ليتحدث عن “الإنجاز الكبير الذي تحقق بجهوده الجبارة” هل أصبحت عمود الإنارة مشروعًا قوميًّا؟
ومن غرائب الأداء النيابي، أن أحدهم اقترح فرض ضريبة على مواقع التواصل، ولن يدعوه إلى المكاسب من خلال التكنولوجيا ولكن جعل البعض يتهرب ويهرب ، وكأن القوانين خُلقت فقط لضبط من يقترب من السوشيال ميديا… لا لضبط الأسعار ولولا مؤخرا تدخل الرئيس فى محاوله منه لضبط الاخلاق فى الدراما ما كان لكم أن يتحرك ساكناً لكم وسط فن هابط وتقديم نماذج عن المواطن المصرى سيىء.
أيها المجلسان: إن الوطن لا يريد تكرار الوجوه التي اعتادت على المنابر أكثر من اعتيادها على العمل الجاد والبحث فى تطوير الخدمات الطبية فى المستشفيات والتعليم والكثير فى مواجهة التحدى.
اتركوا المقاعد، لا تزاحموا الشباب الطامح والمخترع والمعلم والمزارع على مكان في سفينة الوطن.
اتركوها لمن يستطيع أن يقدّم كشف حساب حقيقي: “هل ، ساعدت في بناء مدرسة ؟
هل كنت خلف قانون لحماية المريض؟
هل ضغطت حتى وصلت المياه لقرية منسية؟
أما أنتم، من اكتفيتم بالتقاط الصور عند صناديق الإعانة، والتصفيق عند كل موازنة، فنحن نطالبكم بكشف حساب لا إلى الدولة، بل إلى الشعب. هل استحق كل منكم ما تقاضاه من رواتب وامتيازات؟
أم كنتم شركاء صامتين في العجز ؟
الدولة تحتاج إلى جنود لحماية وطن
مع السلامة، ولا تعودوا… إلا إذا كنتم تحملون معكم شيئًا جديدًا.
لا شعارات. لا وعود. بل خطط حقيقية، ومشاريع ملموسة، وضمير لا يهدأ.
أما المقاعد، فاتركوها لمن يستحق، فالوطن في أمسّ الحاجة إلى وجوه جديدة لا تلبس قناع الإصلاح، بل تصنعه.