السياسي -وكالات
رغم ضيق الحال، لم يستسلم اللبنانيون للعتمة الكالحة في الطرقات الخالية من الزينة الرمضانية، فأخذوا على عاتقهم مهمة إنارة شوارعهم وعماراتهم بالأضواء، احتفالاً بقدوم رمضان وتكريساً لإحدى أبرز الطقوس الاحتفالية لإحياء هذه المناسبة بأبهى صورة.
مقابل العتمة الحالكة في الشوارع على مسافة أيام قليلة من قدوم رمضان، يتمسك اللبنانيون بفرحة استقبال الشهر الفضيل، وتحمّلوا على نفقتهم الشخصية إنارة شوارعهم بالفوانيس الملونة، وتزيينها باللافتات المرحبة بقدوم الشهر.
بعيداً عن الصورة الكئيبة للواقع المرير الذي يعيشه المواطن اللبناني، تظهر خلف الكواليس حالياً صورة جديدة متفائلة تعكس إصرار المواطن أكثر من أي وقت على التمسك بأمل عيش غد أفضل خلال “شهر الخير”.
زينة متواضعة “على قد الحال”
زيّنت أضواء ملونة معلقة بين البنايات عتمة الظلام الحالك في شوارع بيروت، لكن اللافت أن هذه الأضواء كانت بجهود فردية من سكان البنايات، وبعض العوائل الميسورة.
في لقاء مع أبو أنيس رئيس لجنة بناية العطاء في منطقة طريق الجديدة، ذكر أن زينة رمضان كانت من أولويات سكان البناية لهذا الشهر، لكن أوضاعهم المالية لا تسمح بتخصيص أكثر من 50 دولاراًَ لاقتطاعها من صندوق البناية، من أجل زينة رمضان.
ورغم هذا مبلغ البسيط استطاع شراء أضواء متواضعة، من أجل تزيين المدخل الرئيسي، وتعليق شرائط من المصابيح الملونة. كما قسم المبلغ المخصص لإنارتها بين السكان من الكهرباء المخصصة للمولد المشترك للعمارة
أما الحاج إدريس خليل الذي يعمل تاجر جملة فقد تولى على نفقته الشخصية إنارة شارعه بالكامل بالأضواء الملونة في منطقة الملا، متحملاً دفع فاتورة الكهرباء لإضاءة اللمبات على مدار شهر رمضان. وأرجع سبب مبادرته إلى رغبته بإسعاد أهل المنطقة التي يعيش فيها لأكثر من 20 عاماً.
وأشار إلى أنه يحاول التخفيف على جيرانه عبء تحمل تكاليف إضافية لميزانية الزينة الرمضانية.
وقال: “أعتبر أن هذا المبلغ صدقة جارية لأهل منطقتي، كي يشعروا ببهجة الشهر الكريم”.
كذلك ساهمت المحلات التجارية أيضاً في إنارة الشوارع بالزينة الرمضانية لجذب المزيد من الزبائن خلال هذا الموسم من بينهم أحد المطاعم في منطقة رأس النبع.
وقال صاحب المطعم زياد مكاوي إنه أنفق 300 دولار لشراء أضواء قوية بجودة عالية ليزين بها واجهة محله، الذي يقع على الشارع العام.
مواكب رمضان
وللجمعيات الخيرية نصيب في نشر الفرحة بقلوب المواطنين ترحيباً بقدوم رمضان، وجابت، الجمعة، مواكب “مرحبا يا رمضان” شوارع رئيسية في بيروت من تنظيم جمعية “دار الخير”، على وقع أناشيد دينية مهللة بقدوم رمضان. وحمل الأطفال البالونات الملونة خلال تنقلهم بالشاحنات المزينة في هذا الموكب، وكانوا يهتفون بصوت واحد “أهلا يا رمضان”، مدخلين البهجة إلى القلوب السكان، الذين تجمهروا لالتقاط الصور معهم، وتوثيق هذه اللحظات الاستثنائية التي ينتظرونها بشوق كل عام.