يقول ديبلوماسي غربي: كان القرار 1701 أفضل ضمان أميركي وأوروبي للبنان. وحتى «حزب الله»، وجد طريقة للتحرك تحت جناح هذا القرار طوال 17 عاماً، فواصل بناء قدراته في الداخل اللبناني، من دون اعتراضات داخلية أو إقليمية أو دولية تُذْكر. ولذلك، كانت مصلحة «الحزب» تقضي بتجنّب «حرب المساندة» في الجنوب، لأنها منحت إسرائيل فرصة لفرض اتفاق أكثر سوءاً.
أراد الأميركيون من القرار 1701 تحقيق 3 أهداف متلازمة:
1- بإبعاده مقاتلي «حزب الله» إلى شمال الليطاني، يوفّر القرار حماية لحدود إسرائيل الشمالية.
2- بتذكيره بالقرارين 1559 و1680، يضمن القرار 1701 أيضاً فك ارتباط لبنان بمحور دمشق- طهران، وإنهاء نفوذه على الأرض وعلى الحكومة ومؤسساتها.
3- إنّ فك الارتباط بالمحور الإيراني ـ السوري يسمح للحكومة في بيروت بسلوك سياسة اعتدال وانفتاح على الغرب، ويمهّد السبيل للبنان لكي ينخرط في أي مفاوضات مستقبلية حول التسويات الكبرى في الشرق الأوسط.
للتذكير، بقي الأميركيون يمنعون إسرائيل من انتهاك القرار 1701 طوال 17 عاماً. وصحيح أنّ سلاح الجو الإسرائيلي لم يوقف دورياته الاستطلاعية في أجواء لبنان، لكنه لم ينفّذ أي ضربة داخل الأراضي اللبنانية طوال هذه الفترة، وبقي يستهدف مواقع «الحزب» وشحناته الوافدة من طهران داخل الأراضي السورية.
طبعاً، كانت إسرائيل تطمح دائماً إلى أن تحظى بامتياز تنفيذ القرار 1701 على طريقتها ومن دون ضوابط، لكن الضغوط الدولية منعتها. وفي تشرين الأول 2023، جاءتها الذريعة على طبق من فضة، عندما أشعل «حزب الله» شرارة «حرب المساندة» دعماً لـ«حماس»، ورفض إطفاءها قبل وقف الحرب على غزة، على رغم من الجهود الأميركية الحثيثة في هذا الاتجاه. وانتهت الحرب إلى ما انتهت عليه وفق صحيفة الجمهورية اللبنانية
طوني عيسى