السياسي -وكالات
انتشرت تعليقات على منصة “إكس” ووسائل تواصل اجتماعي أخرى، للمقارنة بين مجد لبنان في زمن رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري، وخرابه في عهد “حزب الله” بقيادة حسن نصر الله، حيث ترحم قطاع عريض من اللبنانيين على الحريري، وأطلقوا الانتقادات في وجه نصر الله، داعين إلى تجنيب لبنان خطر كارثة كبرى، كتلك التي حدثت في غزة.
وذلك النقاش أصبح حديث الناس، من الساعة الأولى التي دخل فيها الحزب الموالي لإيران على خط حرب غزة، بمساندة حماس في قصف شبه يومي ضد أهداف إسرائيلية، بدأ فعلياً في اليوم التالي لهجوم الحركة الفلسطينية في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) على جنوب الدولة العبرية، ورد الأخيرة بحرب واسعة مدمرة ضد القطاع المحاصر، ما زالت مستعرة، وتتمدد شيئاً فشيئاً صوب لبنان.
دعوة للتعقل
ويدعو عدد كبير من اللبنانيين الحزب إلى التعقل، والتأني، وعدم التصعيد، واللجوء إلى مسار التفاوض، والدبلوماسية لمنع تمدد الحرب إلى لبنان، البلد العربي الذي شهد حروباً عدة مع إسرائيل، آخرها في 2006، وسوّت أحياء كاملة في بيروت ومدناً أخرى بالأرض، وأعادت البلد إلى الهامش، بعد أن شهد طفرة اقتصادية وعمرانية وسياحية في عهد رفيق الحريري، الذي اغتيل في 2005، في تفجير نسب إلى موالين لحزب الله.
وتغلبت المقارنة على النقاش، فالبعض لجأ إلى إبراز صورة لبنان الحضارية، وعمرانه، وتطور عاصمته، وبروزه على الخارطة السياحية العربية والدولية، بعد انتهاء الحرب الأهلية في عام 1990، بفضل اتفاق الطائف الذي توسطت فيه السعودية بين الفصائل المتناحرة، وبدء عهد تعمير جديد، بلغ ذروته في فترة رئاسة الحريري للحكومة اللبنانية على فترتين الأولى من (1992-1998)، والثانية من (2000-2004)، وخلالهما أطلق المرحلة الشاملة لطمس معالم الحرب الأهلية، وتعمير ما خربته.
ونقم كثيرون على حزب الله لانفراده في قرار الدولة بقوة السلاح، وتجاهله مؤسساتها الرسمية، الرئاسية والحكومية، في قرارات مصيرية، كالحرب، والانتخابات، وفرض هيمنته على البرلمان.
مقارنة بالأرقام
ولغة الأرقام وحدها، تكشف إنجازات الطرفان في لبنان، فأولاً استطاع الحريري تحقيق نجاحات لا حصر لها، أولها: توسيع شبكة البنوك في لبنان، وفتح أبواب العديد من المصانع الجديدة، وتشغيل آلاف العاطلين عن العمل. إضافة إلى دوره البارز في نهضة التعليم، وتبرعه السخي لأكثر من 30 ألف طالب لبناني.
ويقول الخبراء، إن الحريري كان يتبرع بسخاء في لبنان، ويستثمر في بلده أكثر من أي مكان آخر.
ومن أبرز إنجازاته، تمكين الكثير من الدول العربية وتحديداً الخليجية، والأوروبية، والولايات المتحدة، من المشاركة الفورية في إعادة إعمار ما دمرته الحرب الأهلية، وقيمته أكثر من 3 مليارات دولار.
وعلى الطرف الآخر، تنحصر إنجازات حزب الله، في تكديس السلاح، وعسكرة لبنان، وتحويله إلى ساحة تصفية حسابات كبيرة، وممراً للأسلحة الإيرانية القادمة عبر البر والبحر، الواقعين تحت سيطرة الحزب.
وإضافة إلى السلاح، يحمّل جزء كبير من اللبنانيين الحزب مسؤولية اغتيال الحريري في 2005، وانفجار مرفأ بيروت في 2020، بعد اتهامات وتقارير تؤكد تخزينه نترات الأمونيوم في مخازن المرفأ، والآن وضع لبنان على حافة حرب شاملة مع إسرائيل.