لبنان يكرّم زياد الرحباني بوسام الأرز الوطني

السياسي -متابعات

منح الرئيس اللبناني جوزاف عون الفنان الراحل زياد الرحباني وسام الأرز الوطني من رتبة “كومندور”، تكريماً لمسيرته الإبداعية الغنية ومكانته الاستثنائية في الوجدان اللبناني والعربي.

ووُضع الوسام رسمياً على نعش الرحباني خلال مراسم جنازته، التي أُقيمت صباح اليوم الإثنين في كنيسة رقاد السيدة ببيروت، حيث قام رئيس الحكومة نواف سلام بتسليمه، وسط حضور رسمي وشعبي واسع.

ووثّق سلام اللحظة المؤثرة بنشر صورتين عبر حسابه على منصة “إكس”، إحداهما وهو يضع الوسام على النعش، والأخرى أثناء تقديمه واجب العزاء للسيدة فيروز، والدة الراحل، في مشهدٍ طغت عليه مشاعر الحزن والتأثر.

وعلّق رئيس الحكومة اللبنانية على الصور بكلمات مشحونة بالعاطفة، قائلاً: “في وداع زياد الرحباني أتكلّم حيث تختنق الكلمات.. أقف بخشوع أمام الأم الحزينة، والعائلة، والأصدقاء.. ولبنان كله شريك في هذا الحزن الكبير”.

وأضاف في رثائه: “زياد المبدع العبقري، كنتَ صرخة جيلنا الصادقة، الملتزمة بقضايا الإنسان والوطن.. قلتَ ما لم يجرؤ كثيرون على قوله. وبالنسبة لـ(بكرا شو؟)، فستبقى للأجيال القادمة صوت الجمال والتمرّد، وصوت الحق والحقيقة حين يصير السكوت خيانة”.

وأوضح سلام أن رئيس الجمهورية قرر منح الفنان الراحل الوسام الوطني الأعلى تقديراً لمسيرته الرائدة، قائلاً: “تشرفت أن أُسلم هذا الوسام باسم السيّد الرئيس وباسمي الشخصي إلى العائلة الكريمة، متقدماً منها بأحرّ التعازي، سائلاً الله أن يتغمّده بواسع رحمته”.

وتأتي هذه اللفتة الرسمية تقديراً لإرث زياد الرحباني، نجل الفنانة فيروز والفنان عاصي الرحباني، الذي ترك بصمة فنية استثنائية جمعت بين الموسيقى والمسرح والسخرية السياسية والاجتماعية، وتميّز أسلوبه بدمج الجاز بالموسيقى الشرقية، وابتكر أعمالًا مسرحية تجاوزت الترفيه إلى النقد والتمرد، لتصبح علامات فارقة في الثقافة اللبنانية.

وقد وافته المنية صباح السبت 26 يوليو (تموز) 2025، عن عمر 69 عاماً، بعد صراع مع مشاكل صحية مزمنة في الكلى.

وانطلقت جنازة زياد الرحباني، اليوم الإثنين، من مستشفى خوري في منطقة الحمراء، وصولًا إلى كنيسة رقاد السيدة، حيث أُقيمت مراسم الصلاة على روحه.

ورافقت السيدة فيروز الجثمان منذ ساعات الصباح الأولى، برفقة ابنتها ريما، حيث استقبلتا المعزين من شخصيات فنية وثقافية وسياسية إلى جانب عدد كبير من محبي الراحل، الذين توافدوا منذ الفجر لتوديع أحد أبرز رموز الفن اللبناني الحديث.

وتستقبل العائلة التعازي في بيروت على مدار يومي الإثنين والثلاثاء، وسط حالة من الحزن العميق خيمت على محبي زياد الرحباني، الذي شكّلت وفاته خسارة كبيرة للمشهد الثقافي والموسيقي العربي.