السياسي -وكالات
كشف المطرب التونسي لطفي بوشناق محطات عديدة في حياته، بدءاً من طفولته وتأثره بوفاة والده لدرجة فقدانه النطق، مروراً ببداياته الفنية، ورحلته مع الغناء والموسيقى حتى الآن.
صدمة الطفولة
أوضح لطفي بوشناق في لقاء ببرنامج “معكم منى الشاذلي”، أن والده كانت شخصيته أقوى من شخصية “سي السيد” الشهيرة في السينما المصرية، موضحةً أنهم كانوا 10 أبناء، وترتيبه بينهم قبل الأخير، وكان الجميع يهاب والده، ولا يخالف أوامره مهما حدث.
وأضاف أن وفاة والده شكّلت صدمة نفسية كبيرة، لدرجة أنها أفقدته النطق لعدة أشهر، قائلاً: “عمي كان مريضاً، وسمعت أبي يقول لأمي ليلاً أن تكون على استعداد لاحتمالية وفاة عمي غداً، نظراً لتدهور حالته الصحية، وكان يرتب والدي الأمور ويتجهز مادياً في حال العزاء وخلافه، لكن فوجئنا بوفاة أبي في اليوم التالي في التاسعة مساء، ثم لحق به عمي في الساعة الخامسة صباحاً”.
وأشار لطفي بوشناق إلى أنه أصيب حينها بصدمة نفسية قوية، تسببت في احتباس صوته، لكنه تلقى العلاج إلى أن عاد إلى طبيعته مجدداً.
علاقة خاصة بمصر
وتحدث الفنان التونسي عن عمله في مصر في فترة الثمانينيات، قائلاً: “مسكت محطة الخطوط التونسية في مصر من 1982 لـ 1987.. كنت في مطار القاهرة القديم.. واشتغلت مضيف جوي على الخطوط التونسية”.
وأوضح لطفي بوشناق أنه فضّل العمل في مصر لكي يكون على اتصال بالوسط الموسيقي المصري، ويستفيد من هذه الأجواء والخبرات، والثراء الفني الواسع. لذلك يعرف جيداً الحارات الشعبية المصرية، واختلط بسكانها وبنمط حياتهم وبكل شيء عميق في هذا المجتمع.
الجنسية الأصلية.. وموعد الاعتزال
كشف الفنان لطفي بوشناق عن أصوله البوسنية، موضحاً أن جدوده من البوسنة والهرسك، وأنه يحمل جنسيتها أيضاً إلى جانب التونسية، وقدّم هناك 3 حفلات، مضيفاً: “تختلف الجنسيات لكننا في الآخر كلنا أولاد آدم وحواء.. كلنا بشراً”.
وأشار المطرب الكبير إلى أنه يعمل منذ 40 عاماً بشكل متواصل، ولم ينل أي راحة ولو ليوم واحد، لأنه يدري جيداً أنه لم ولن يطلب المساعدة من أحد، ويفكر في المستقبل دوماً.
وقال لطفي بوشناق: “حياة الفنان صعبة، لكني لا أحب أن يأتي يوم وأمد يدي أو أن أطلب مساعدة من وزارة الثقافة، لذلك أعمل للمستقبل وأفكر فيما هو آت.. يعني حين يجد الفنان نفسه بلا صوت بسبب التقدم في العمر، لا يجب أن يغني ليكسب المال ويتمكّن من مواصلة حياته، بل يجب أن يحترم نفسه ويتوقف.. لذلك أنا أعيش لأغني ولا أغني لأعيش.. هناك فرق كبير بينهما”.
مواضيع الأغاني.. مكررة!
أكد لطفي بوشناق أن الفنان يجب أن يعكس كل المواضيع التي يعيشها المجتمع في الواقع، وليس الحب فقط، قائلاً: “المضمون في الأغاني يجب أن يتطور.. هناك مواضيع هامة جداً وتستحق أن نثيرها في أغانينا.. الفنان مرآة تعكس الواقع.. هو صوت الشعب وامتداد الماضي وتعايش الحاضر ورؤية المستقبل.. لذلك يجب أن يعبّر عن المجتمع وفرحه وغضبه وآلامه وعن كل شيء فيه”.