السياسي -متابعات
في إنجاز طبي واعد، أعلن باحثون في الولايات المتحدة عن نتائج أولية مبشرة للقاح تجريبي قد يشكل نقطة تحول في محاربة سرطان الثدي، أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء وأحد أخطرها.
ووفقاً لتقارير طبية، اختتمت هذا الأسبوع المرحلة الأولى من التجارب السريرية للقاح طورته شركة Anixa Biosciences بالتعاون مع عيادة كليفلاند، حيث أظهرت أكثر من 75% من النساء المشاركات استجابة مناعية قوية، تم قياسها من خلال الأجسام المضادة في خلايا الدم البيضاء.
ويستهدف اللقاح نوعاً فتاكاً من المرض، وهو سرطان الثدي الثلاثي السلبي، المعروف بمقاومته للعلاجات التقليدية، وهو النوع الذي دفع النجمة العالمية أنجلينا جولي إلى إجراء استئصال وقائي لثدييها في سن 37 بعد اكتشاف إصابتها بطفرة جينية مسببة للمرض.
آلية جديدة ونتائج مشجعة
شملت المرحلة الأولى 35 امرأة تلقين اللقاح، وتم تتبع نشاط جهاز المناعة لديهن من خلال عينات دم دورية، لرصد تفاعل الخلايا التائية والبائية مع ألفا لاكتالبومين، وهو بروتين خاص بالإرضاع يُستهدف في هذا اللقاح. وأشار الباحثون إلى أن الأثر الجانبي الوحيد الذي تم رصده هو تهيج موضعي بسيط مكان الحقن.
وأوضح الدكتور أميت كومار، الرئيس التنفيذي لشركة Anixa: “هذه آلية جديدة تماماً. إذا نجحت، قد نكون أمام أول لقاح قادر على الوقاية من السرطان، كما فعلنا سابقاً مع شلل الأطفال وغيره من الأمراض”.
لماذا يعتبر هذا اللقاح فريداً؟
يختلف السرطان عن الأمراض المعدية التي تُصمم اللقاحات عادة لمواجهتها، كونه ينشأ من خلايا الجسم نفسها، ما يُصعّب على الجهاز المناعي التعرف عليه كخطر خارجي.
ولكن ما يميز سرطان الثدي هو أن البروتين المستهدف – ألفا لاكتالبومين – لا يظهر إلا أثناء الحمل والرضاعة، ما يمنح العلماء فرصة ذهبية لاستهدافه لدى النساء اللواتي لا يخططن للحمل مجدداً، دون الإضرار بخلايا أخرى.
يعود الفضل في هذه الفكرة إلى باحث من عيادة كليفلاند في عام 2018، حين اقترح استغلال هذا البروتين الفريد لتطوير لقاح يهاجم الخلايا السرطانية دون المساس بالخلايا السليمة.
تمويل حكومي وعرض مرتقب في البيت الأبيض
تحظى الدراسة بدعم مالي من وزارة الدفاع الأمريكية، ويأمل القائمون عليها في ألا تتأثر بتخفيضات التمويل الفيدرالي الأخيرة. ومن المقرر عرض نتائج المرحلة الأولى أمام البيت الأبيض هذا العام، تمهيداً للانتقال إلى المرحلة الثانية التي ستشمل عينة أكبر وأنواعاً متعددة من سرطان الثدي.
إذا سارت الأمور كما يأمل الباحثون، فقد يكون عام 2030 هو الموعد المنتظر لتوفر أول لقاح وقائي ضد سرطان الثدي، فاتحاً الباب أمام ثورة طبية قد تنقذ حياة ملايين النساء حول العالم.