للمهاجرين – ليس كل ما تسمعه عن السويد حقيقي

السياسي – لا شك أنك قد تسمع الكثير عن السويد قبل مجيئك إليها ، وهناك أشياء حقيقية ولكنها ليست كاملة الحقيقة ، فالسويد بلداً ثري ولكن سوف تجد فيه أيضا مفهوم الفقر والعوز والحاجة وضعف الرواتب والديون التي يتحملها الموظفين، وقد تسمع أن السويد بلد الأمان ولا سجون فيه ، وهذا يخالف حقيقة امتلاء السجون السويدية بالمساجين وانتشار الجريمة الخطيرة بشكل يومي .

كذلك المعلومات حول جمال السويديات الشقراوات  فهذه حقيقة ، ولكنها في مرحلة الشباب بعد ذلك يتلاشى جمال المرأة السويدية سريعاً قبل  سن الأربعين ، كما أن السويديات لا يخرجن بمظاهرات طلباً  للزواج والحصول على رجل ، فالسويديات أكثر النساء في العالم رفضاً لفكرة الزواج كنوع من الارتباط !

1. العثور على عمل
ينتشر حول العالم أن السويد يوفر العمل والراتب المرتفع وحياة الرفاهية فور وصولك ، وفي حقيقة الأمر أن السويد تمتاز بهذه الأمور ، ولكن ليس فور وصولك ولا بالشكل الذي يعتقده الآخرون حين يسمعون هذه المعلومات، فالحصول على عمل  ليس بالسهل ويحتاج أن تميز نفسك بالجهد والتدريب والدراسة واللغة وربما تحتاج الحظ والعلاقات أيضاً .

بالإضافة إلى ذلك ، لا تميل الشركات السويدية  إلى “التوظيف مدى الحياة” وتعمل بنظام العقود التي قد لا يتم تجديدها وفقا لوضع سوق العمل ، ولكن تظهر مشكلة أخرى  وهي أن كنت تعتقد أنه يمكن لك الحصول  على دخل مالي شهري مرتفع في السويد  .. فالأمر  سيكون أكثر صعوبة وتعقيداً..

2- اللغة السويدية ليست عائق :
ينتشر مفهوم عدم أهمية اللغة السويدية عندما تفكر للهجرة للسويد فكل شيء متوفر لك وهناك مترجمين والعمل قد لا يحتاج لغة … ولكن اللغة السويدية مهمة جدا في السويد لسوق العمل ، وهي لغة ليست لغة صعبة ولكنها ليست سهلة أيضاً .

3. الحصول على رخصة قيادة
لا  يخطر على تفكير المهاجرين الراغبين بالوصول للسويد أن رخصة القيادة وأحدة من أهم التحديات التي سوف تعيق تقدمه في سوق العمل والاستقرار في السويد ، وفي الحقيقة تعتبر رخصة القيادة السويدية بمثابة شهادة علمية عملية تُسهل لك الحياة والتعايش في المجتمع السويدي وتدعمك لدخول سوق العمل السويدي.

ويعاني الكثير من الوافدون في السويد  في اجتياز رخصة القيادة السويدية التي تُكلف رسوم مالية باهظة … والفشل في الاختبار  يعني دفع رسوم جديدة ووفقا للإحصائيات قد يحتاج الوافد الجديد بين 15 إلى 20 ألف كرون ( 2000 يورو) حتى يحصل على رخصة قيادة سويدية

4- السكن في السويد
السكن في السويد مشكلة للمواطن السويد .. وعليك تخيل كيف سيكون الأمر بالنسبة للوافدين الجدد  ، في السويد يكون الحصول على عقد سكن دائم أمر صعب حيث نظام التأجير يكون من خلال شركات سكن توفر ما يقارب 80 بالمائة من الشقق السكنية المعروضة للإيجار .

ويكفي أن نشاهد الإحصائيات الرسمية التي تشير أن طوابير الانتظار للحصول على سكن في المدن السويدية الكبرى أصبحت ما بين 8 إلى 12 عام وبشروط العمل والدخل المالي المناسب. وبشكل عام فأن الشقق السكنية التي يسكنها المهاجرين والكثير من السويديين هي شقق سكنية قديمة غالبا ولكنها مجهزة بكل الخدمات ..ولكن لا تعتقد أن صور الشقق الراقية في المجلات والمسلسلات الأجنبية ستكون متوفرة لك عند وصولك للسويد !

5- الحياة الاجتماعية ليست فيلم من هوليود!
إذا سألت أي مهاجر جديد في السويد عن الحياة في السويد ، فسوف تجد إجابات متغيرة  ولكنها جميعها تشير لأمر واحد وهو …. أن الحياة  هادئة لدرجة الكئابة  ! . وفي حقيقة الأمر أن الهدوء في حياة المجتمع السويدي هو سمة طبيعية للمجتمع ولكن المهاجرين القادمين من الشرق غالباً ينظروا لنشاط المجتمع السويدي انطلاقا من مقارنته بالنشاط في بلاد الشرق …

لذلك عليك تجهيز نفسك لإنهاء النشاط الليلي الذي تعودت عليه في بلدك ..في السويد تنتهي الحياة عند الساعة الخامسة ..ويكون لديك ساعتين حتى الساعة السابعة مساء لكي تبدأ في إقناع نفسك بالعودة لمنزلك !

6- الطعام في السويد
لا طعام أفضل مذاق من طعام الشرق … ولا طعام صحي أفضل من طعام الغرب … وهذه معادلة صعبة للوافد الجديد للسويد الذي يرفض فكرة الطعام الصحي في السويد ويعيش على أحلام وجبات الشرق الدسمة !

فما تراه من صور الطعام والحلوى الغربية الأوروبية في وسائل الإعلام  هي صورة جميلة وفقط ، وسوف تشعر مع الوقت بالحنين للحصول على مذاق الطعام والحلوى الشرقية – حيث ليس من السهل عليك  أن كنت قادم من دول الشرق  التأقلم مع الوجبات السويدية لا في المذاق ولا في الكمية ولا في التنوع .. وبالتالي سيكون الطهي في منزلك هو السبيل الوحيد للحصول على طعام بمذاق شرقي مميز إن كنت بارع  في إعداد الطعام .

7- الملابس  في السويد ليست فارهة!!
ربما لن ترى في السويد أزياء الغرب الفارهة التي تراه في الصور وأفلام هوليود- فلا وجود لفساتين النساء الصارخة ولا لبدلات الرجل الرسمية إلا نادراً ، في السويد مثل دول العالم أصبحت الملابس الرياضية والجينز  والملابس البسيطة  هي الزي الرسمي للحياة اليومية ، ولكن سوف تجد نفسك مُلزم بتحصين نفسك بنوعيات من الملابس المناسبة لطقس السويد الثلجي البارد الممطر لمدة 8 شهور  ، وسوف تجد أن قفازات اليد وغطاء الرأس والاحذية السميكة أمور أساسية يجب أن تلتزم بها …قد يقاوم الوافدون هذا الطقس بالملابس الشرقية التي تناسب الطقس البارد في دول الشرق … ولكن لن يفيدك وعليك التوجه فورا للملابس السويدية التي تشعرك بصعوبة الحركة والتقييد .

8- القانون أولاً
في دول الشرق تكون العلاقات والمال والسلطة أولاً ثم القانون يأتي مؤخراً ، وقد ينزعج الكثير في دول الشرق من هذا الوضع ، وعند الوصول للسويد سوف يشعر الوافدون الجدد بالمساواة ولكن فور التصادم مع قرارات موظفي المؤسسات السويدية سوف يجد الوافدون الجدد أن القوانين بهذا الوضع غير مناسبة وسوف تتحول لمصطلحات “مزاجية الموظف”.

وفي حقيقة الأمر فأن تقييم الموظف وإصداره للقرارات ليس “مزاجية” ولكنه ضمن اللوائح القانونية التي منحت له هذه السلطة تحت مراقبة ومراجعة دائمة .. مما يجعل العديد من الوافدين في السويد يتمنون وجود نظام تخليص المعاملات بالطرق الشرقية خصوصاً عند انتظار قرار من مؤسسة حكومية قد يستمر لسنوات !

9- مؤسسات الدولة شريكة لك في حياتك
كونك تعيش في السويد  فأنت لديك كاملة الحرية في اختيار طريقة حياتك وتحمل مسئولية هذا الاختيار ، ولكنك كونك جزء من المجتمع السويدي فأنت تحصل على حقوق مثل مساعدات السكن والرعاية الطبية والخدمات العامة ونقدية الأطفال والضمان الاجتماعي للبطالة والمدارس المجانية  وحقوق عديدة ، وهذا يعني أن الدولة تتدخل في اختياراتك ، فهي تحدد لك أين ومتى يتم علاجك وأي مدرسة يذهب لها أطفالك ، وتتدخل في تربيتك لطفلك إن وجدت خطأ ، وكذلك توجهك للدراسة وتغيير مهنتك .وتلزمك بالتدريب البركتيك ، و بالبحث عن عمل كل يوم وإبلاغها بما تفعل ، . حتى السكن أنت تسكن وفقاً لنظام الطابور والحجز .

10- لا سجون في السويد ولا جريمة
ليس حقيقي فالسويد أصبحت من أكثر دول أوروبا في معدل الجريمة وانتشار العصابات في مدنها ، كما أن السجون ممتلئة  بالسجناء  وتجد السويد صعوبة في التعامل مع أعداد السجناء المتزايدة ، وجرائم إطلاق النار منتشرة ، وجرائم المراهقين والاحتيال .. وغيرها ، وبالتالي فالسويد ليست بدون سجون كما يروج له وهي مجتمع يوجد فيها كل أنواع الجرائم ، وهذا لا يخالف القول أن السويد بلدً ومجتمع مسالم وأمن فعلاً! ولكنه مليئة بالسجون والمساجين!

شاهد أيضاً