لماذا “تخفي” حماس مصير محمد الضيف؟

أكدت معلومات جديدة مقتل قائد الجناح العسكري لحركة حماس محمد الضيف الذي أعلنت إسرائيل استهدافه في يوليو/تموز الماضي، معلنة قتله بعدها بنحو شهر، لكن حماس التزمت الصمت حيال مصيره.

ويثير صمت حماس تجاه اغتيال الضيف علامات استفهام كبيرة، متجاهلة الإعلانات الإسرائيلية المتتالية بشأن الأمر، مفضلة سياسة الصمت.

وقال مصدر فلسطيني مقرب من الحركة إن “الحركة لا تملك أي تأكيدات حتى اللحظة بشأن قتل الضيف، وإنها تفضل التأني في الإعلان عن اغتيال شخصية بارزة لديها رمزية كبيرة مثله، قبل التحقق من ذلك بشكل قطعي”.

وأضاف المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن هويته، أن “إسرائيل سبق وأعلنت اغتيال مسؤولين مثل قائد كتيبة تل السلطان محمود حمدان، بناء على معلومات استخباراتية، لكنها اكتشفت أن إعلانها لم يكن دقيقًا، وأعلنت لاحقًا قتله مرة أخرى إلى جانب رئيس المكتب السياسي لحماس يحيى السنوار”.

وأوضح أن “طبيعة وملابسات المحاولة التي أعلنت عنها إسرائيل لاغتيال الضيف، حساسة للغاية”، في إشارة لوجوده في منطقة مكتظة بالنازحين وضمن المناطق التي صنفها الجيش الإسرائيلي على أنها “مناطق إنسانية آمنة”.

وتسببت الغارة التي قالت إسرائيل إنها استهدفت الضيف، في قتل عشرات المدنيين ممن كانوا يسكنون خيامًا قرب موقع المنزل المستهدف، وتخشى الحركة أن توسم نهاية ورمزية محمد الضيف بـ”عار الاختباء بين المدنيين”، بحسب الاتهامات التي يسوقها خصوم الحركة لقادتها.

من جانبه، قال المحلل السياسي أحمد عبد الرحمن، إن “حماس لا يمكن أن تعلن رسميا عن اغتيال أي من قادتها العسكريين إلا بعد انقضاء الحرب، خاصة أن ذلك يمكن أن يؤدي لحالة من الإرباك العسكرية والأمنية للحركة بالقطاع، كما أنه يؤثر بشكل رئيسي في حكم حماس لغزة”.

وقال عبد الرحمن لـ”إرم نيوز”، “إن حماس منذ بداية الحرب على غزة لم تصدر إعلانًا بشأن قتل قادتها العسكريين والسياسيين، وإن إعلانها الرسمي عن نجاح إسرائيل باغتيال السنوار استثنائي للغاية، نظرًا إلى طبيعة قتله وحصول الجيش الاسرائيلي على جثمانه الذي يعد دليلاً دامغًا على نجاح العملية، إذ لم يكن أمام الحركة خيار آخر”.

وأضاف “كما أن حماس لا يمكن لها في ظل استمرار الحرب واتخاذ القيادات العسكرية والسياسية داخل غزة احتياطات أمنية خاصة التأكد من اغتيال أي من قادتها من عدمه إلا بعد مدة من الزمن، وبتقديري حتى لو تأكدت فلا يمكن لها أن تعلن عن ذلك وتمنح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صورة النصر”.

وتابع المحلل السياسي “حماس ستواصل المكابرة ورفض تأكيد اغتيال الضيف من عدمه، خاصة أن ذلك يؤثر بشكل كبير في مسار مفاوضات التهدئة غير المباشرة مع إسرائيل”.

وأوضح أن “محمد الضيف حالة استثنائية وله رمزيته الخاصة التي ستجعل موقف حماس صعبًا جدًا لو أعلنت رسميًا عن اغتياله، وهذا الأمر لن يحدث إلا بعد انقضاء الحرب”.

وأشار إلى أن اغتيال أعضاء المجلس العسكري لكتائب القسام الجناح المسلح لحماس، يضعف من خطط الحركة لإدارة ما تبقى لديها من قوة، مضيفًا “غالبية ما يجري حاليًا اجتهادات فردية لمجموعات عسكرية تعمل في مناطق توغل الجيش الإسرائيلي بالقطاع”.

“إرم نيوز”

شاهد أيضاً