لماذا نهرب من الحقيقة ونكره الصراحة؟

د. ابراهيم ابراش

 

تحدثنا وتحدث كثيرون غيرنا ويمكن أن نواصل الحديث عن الإرهاب الصهيوني وأن دولة الاحتلال واليهود هم الأكثر إجراما وقذارة في التاريخ ،وعن العداء الأمريكي والتخاذل والتواطؤ العربي والدولي الخ ولكن أن يواصل المثقفون والمواطنون وتواصل القيادات الفلسطينية الشجب والتنديد ولعن اليهود وأفعالهم ومطالبة العرب والعالم بالتدخل لوقف العدوان وإنصاف الشعب الفلسطيني وفي نفس الوقت نتهمهم بالتقصير، في الوقت الذي لم يشاهد أو يسمع العالم منا أية خطوة إيجابية نحو المصالحة والوحدة الوطنية وما زلنا منقسمين بين طرف مع العمل العسكري ومتحالف مع أيران وطرف مع المقاومة السلمية والتسوية السياسية وصديق لخصوم ايران العرب…ما دام هذا حالنا فلن يلتفت لنا أحد أو يحترمنا أحد.
علينا أن نبدأ فلسطينياً ثم عربياً ثم دولياً وليس العكس.البداية تبدأ بحركة فتح باستنهاضها وتوحيد صفوفها ،ومنها الى تفعيل منظمة التحرير، التي ينضوي فيها الجميع ،أو حتى بمكوناتها الراهنة إن استعصى أمر دخول حركتي حماس والجهاد، لتكون بالفعل الممثل الشرعي والوحيد للشعب وتبنيها استراتيجية وطنية محل توافق وطني لا تخضع لأية أجندة خارجية، وبعدها نخاطب العرب ونقول لهم هذا ممثلنا الشرعي والوحيد وهذه مطالبنا وأهدافنا الوطنية ،ولا نترك لهم ذريعة بالانقسام أو بوجود جماعة منا تعمل لصالح أعداء العرب ،وبعد ذلك نتوجه فلسطينيون وعرب مخاطبين العالم كأصحاب قضية واحدة.
ارتقاء المواقف العربية والدولية مرتبط ومرهون بارتقاء مواقفنا وسلوكياتنا وأن نعترف بالخلل عندنا ونتصارح مع بعضنا البعض دون أن يرمي كل طرف بالمسؤولية على الطرف الثاني. علينا ألا ننتظر من العرب والعالم أن يكونوا فلسطينيين أكثر من الفلسطينيين أنفسهم.

شاهد أيضاً