لماذا يتمسك نتنياهو بالوجود الإسرائيلي في محور فيلادلفيا

السياسي – من حين لآخر، يصدر رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو معوقات تعرقل إتمام صفقة وقف إطلاق النار في غزة، حيث يضع شروطا جديدة في اللحظات الأخيرة لإفساد المفاوضات الساعية للتهدئة، كان آخرها التمسك بالوجود العسكري في محور فيلادلفيا.

ورأى خبراء ومراقبون أن مزاعم استخدام أنفاق في محور فيلادلفيا لدعم حركة حماس بالسلاح والإمدادات لم تظهر إلا الآن، بعد مرور 10 أشهر من العدوان على غزة، في إشارة إلى الرغبة الإسرائيلية لتعطيل المفاوضات التي يضغط الوسطاء لإنجازها.

وفي هذا السياق، اعتبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، حسن سلامة، أن ادعاءات وجود أنفاق أو تهريب أسلحة بعد قرابة 10 أشهر من العدوان غير منطقية، وعزاها إلى كونها أداة للتسويف وإطالة أمد العدوان، في محاولة من نتنياهو لتغطية هزائمه في القطاع.

وفي وقت سابق هذا الشهر، قال مصدر مصري إن القاهرة ترفض مزاعم إسرائيل حول وجود فتحات أنفاق بالأراضي المصرية، قائلا: «لا صحة لذلك إطلاقا».
وأضاف أن «مصر تلتزم بأقصى درجات ضبط النفس منذ بداية الحرب في غزة أملا في الوصول للتهدئة».

ماذا تريد إسرائيل؟

حول آخر المستجدات، قالت مصادر إن إسرائيل أبلغت مصر استعدادها للانسحاب من 5 نقاط أمنية من أصل 8 على طول محور فيلادلفيا، مشيرة إلى تنازل نتنياهو عن إقامة نقاط تفتيش أو مواقع استيطانية تحت سيطرة جيش الاحتلال في غزة.

في المقابل، نقلت هيئة البث الإسرائيلي عن مصدر أن نتنياهو يصر على عدم الانسحاب من محور فيلادلفيا، نافيا ما ورد بشأن تقديم تنازلات.

وأوضحت المصادر السياسية الإسرائيلية أن نتنياهو لم يغير موقفه كلياً، محذرة من أن بقاء القوات هناك قد يؤدي إلى تفجير ملف المفاوضات بالكامل وعرقلة صفقة تؤمن عودة المحتجزين في غزة.

وأكد مكتب نتنياهو التزامه بالمبدأ القائل بضرورة سيطرة إسرائيل على محور فيلادلفيا لمنع حماس من إعادة تسلحها، حسب قوله.

غضب إسرائيلي

على الجانب الآخر، وصف أحد كبار قادة ألوية الاحتياط في الجيش الإسرائيلي موقف نتنياهو المتعنت بـ«الخدعة الكبرى»، متهمًا إياه بتخريب المفاوضات من خلال التمسك بالبقاء العسكري في المحور، في محاولة لعدم إنهاء الحرب في غزة، خشية إنهاء مستقبله السياسي.

وتوافق عائلات الاسرى هذا الرأي، معتبرة في بيان، اليوم السبت، أن نتنياهو يعمل على «نسف الصفقة» بسبب تمسكه بالوجود العسكري في محور فيلادلفيا وإعلان الجيش إمكانية العودة إلى المحور في أي وقت.

كما هاجمت العديد من الأوساط الإسرائيلية نتنياهو بسبب تمسكه بالسيطرة على محور فيلادلفيا.

من جهة أخرى، تقول حماس إنها لم تتلق أي اقتراح جديد بخصوص الشريط الحدودي مع مصر، ورأت أن إصرار نتنياهو على إبقاء قواته في محور فيلادلفيا يعكس نواياه في مواصلة العدوان وعدم التوصل إلى اتفاق نهائي.

مطامع الاحتلال

يعد محور فيلادلفيا من القضايا الرئيسية خلال مفاوضات التهدئة، حيث تسعى إسرائيل للاحتفاظ بقواتها على طول المحور الذي يمثل أهمية استراتيجية كبيرة بسبب موقعه قرب الحدود مع مصر واحتوائه على معبر رفح البري.

يمتد محور فيلادلفيا على طول 14 كيلومترًا ويصنف كمنطقة عازلة بموجب اتفاقية كامب ديفيد الموقعة عام 1979، رغم عرضه الذي لا يتجاوز مئات الأمتار.

في سبتمبر/أيلول 2005، تم توقيع «اتفاق فيلادلفيا» بين إسرائيل ومصر، والذي تضمن نشر قوات مصرية على الحدود الفاصلة مع قطاع غزة لمكافحة عمليات التسلل والتهريب والكشف عن الأنفاق.

وفي مايو/أيار الماضي، سيطرت إسرائيل على محور فيلادلفيا ومعبر رفح، مما أثار حفيظة مصر ورفضتها مرارا وتكرارا.

شاهد أيضاً