لماذا يهاجم الاعلام الاسرائيلي حسين الشيخ؟

المحلل السياسي زيد الايوبي

تحليل سياسي لهجوم الاعلام الإسرائيلي على حسين الشيخ بعد تعيينه نائبًا للرئيس

لا شك ان الاخ حسين الشيخ هو أحد أبرز قادة حركة “فتح”، وأمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، وعضو لجنتها المركزية. خاض تجربة الاعتقال لسنوات طويلة في سجون الاحتلال، وكان صوتًا سياسيًا بارزًا في ملفات مواجهة سياسات الاحتلال التي تتنكر للحق الفلسطيني وملف المصالحة الوطنية والتواصل الإقليمي والدولي.

وانا ارى هنا ان هذا الهجوم الاعلامي الاسرائيلي الذي يأتي لمقتضيات امنية لدى الاحتلال وليس تحليلا سياسيا او تعليق اعلامي موضوعي ومجرد في مخططات الاحتلال ليظهر ويعترف بشكل واضح بقوة الرجل وتأثيره في الميدان السياسي والنضالي.

لذلك ارى ان الهجوم الإعلامي الإسرائيلي المكثف على الرجل بعيد تعيينه نائبًا للرئيس، يعكس حجم القلق الإسرائيلي من تصاعد نفوذه السياسي، وهذا الخوف الاسرائيلي من مكانة الرجل الجديدة يعكس الاعتراف والاقرار بأن حسين الشيخ شخصية قادرة على إدارة المرحلة الحالية بفعالية، وخصوصًا فيما يتعلق بإعادة تنظيم الصف الوطني الفلسطيني واعادة الروح للنظام السياسي الفلسطيني.
يضاف الى ذلك ان هذا الهجوم الاحتلالي يعكس الخوف من صياغة موقف فلسطيني جديد يتصف بالقوة والرصانة خصوصا امام المجتمع الدولي بشكل يؤثر على السردية التضليلية الاسرائيلية للرأي العام العالمي .

للتدليل على ذلك لابد من قراءة هذا الهجوم في سياق المحاولات الاسرائيلية لتقويض التمثيل السياسي الفلسطيني على طريق القضاء على القضية الوطنية الفلسطينية

لذلك نجد ان أحد محاور الهجوم الشرس على الرجل تتمثل في اتهامه بدعم تكريس “جبهة وطنية فلسطينية موحدة في اطار نظام سياسي واحد وهو منظمة التحرير الفلسطينية ” تضم مختلف الفصائل، بما فيها “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، لتكريس الوحدة الوطنية على طريق لمواجهة مخططات الاحتلال وتثبيت دعائم الدولة الفلسطينية .
وهذا يُظهر أن إسرائيل تخشى من توحيد البيت الفلسطيني، لأن ذلك سيفتح بابًا جديدًا للنضال الوطني الموحد والمتماسك على كافة الصعد السياسية والدبلوماسية والقانونية ، ويفشل استراتيجية “تقسيم الموقف الفلسطيني إلى سلطات متعددة”.

ايضا يسعى هذا الهجوم الممنهج الى محاولة نزع الشرعية السياسية عن القيادة الوطنية للشعب الفلسطيني من اجل افشالها داخليا وخارجيا لذلك تسعى إسرائيل عبر أدواتها الإعلامية إلى تصوير حسين الشيخ كـ”مدافع عن الإرهاب”، أو مروّج للعنف، وربط مواقفه الوطنية الثابتة – كالدفاع عن الأسرى والشهداء – بسرديات “التحريض”.
وهذا يعكس محاولة تشويه صورته أمام المجتمع الدولي، وقطع الطريق عليه في أي مسعى دبلوماسي مستقبلي يعيد الاعتبار للحقوق الفلسطينية.

امام هذا الهجوم الاسرائيلي المتوقع على نائب رئيس دولة فلسطين لا بد من ان يكون هناك ردة فعل فلسطينية تبدأ من المعالجة الرسمية ضمن استراتيجية لا صمت ولا انفعال

فالمطلوب ليس التجاهل، ولا ردودًا عاطفية، بل رد فلسطيني سياسي ذكي ومدروس.مثل إصدار موقف رسمي يوضح أن الهجوم الإسرائيلي هو جزء من حملة مستمرة ضد على الشعب الفلسطيني وقيادة الوطنية، وأنه دليل على فشل إسرائيل في فرض بدائلها أو إضعاف الرموز الفلسطينية او تقويض النظام الفلسطيني وهي فعلا فشلت في هذا الاتجاه .

ايضا لا بد من تكريس الاشتباك الإعلامي الذكي
الذي لا يكتفي بالدفاع، بل يُعيد تعريف القيادة الفلسطينية أمام الجماهير باظهار ان هذه القيادة ومن ضمنها الاخ حسين الشيخ خرجت من رحم النضال الفلسطيني وهي الند الحقيقي والطبيعي لحكومة الاحتلال ومخططاتها ومشاريعها وهي الثابتة دائما على الثوابت الوطنية مهما طال الزمن
بالاضافة لذلك يجب إعادة توجيه المعركة: وفق استراتيجية الهجوم مقابل الهجوم

فينبغي ابراز ان الهجوم الإسرائيلي يأتي كدليل على أن مشروعهم الاستيطاني يخشى وجود قيادة فلسطينية موحدة ومتماسكة.
لذلك اقول بقناعة تامة ان الهجوم على الاخ حسين الشيخ هو في جوهره هجوم على كل محاولة لبناء نظام سياسي فلسطيني قوي و موحد وقادر على إدارة التحديات القادمة.
في النهاية ارى ان الهجوم الإسرائيلي على الاخ حسين الشيخ لا ينبع من فراغ، بل من إدراك عميق لدى الاسرائيليين أن الرجل يتحوّل إلى أحد أبرز اللاعبين الفلسطينيين في المرحلة المقبلة.
فهو هجوم استباقي على الشرعية الفلسطينية ، وعلى حركة فتح حين تحاول أن تستعيد ذاتها.
ومواجهة هذا الهجوم تتطلب أن تتحرك فتح رسميًا وإعلاميًا وشعبيًا للالتفاف حول رموزها الوطنية، وترسيخ وعي جماهيري عميق بأن من يُهاجمه الاحتلال… إنما يسير في الاتجاه الصحيح.