لواء الناحال – فقد النصر في غزة ويبحث عنه في الضفة

السياسي –  فور انسحابه من قطاع غزة، عقب عملية إبادة واسعة، بخاصة في شمال القطاع، نقل لواء “الناحال” في جيش الاحتلال مسرح “جرائمه” إلى شمال الضفة الغربية، ومعه انتقل سيناريو جرائم الهدم والقتل وتدمير الممتلكات والبنية التحتية.

ويبدو أن لواء “الناحال”، الذي مُني بشرّ هزيمة على يد رجال المقاومة في غزة، وخسر 67 ضابطًا وجنديا على الأقل، يحاول، على حساب مخيمات الضفة، ترميم جزء من هيبته التي ضربتها قذائف “الياسين 105” وعبوات “شواظ”، وبأس الرجال.

وتأسس لواء “الناحال” سنة 1982 كوحدة مستقلة، ردًّا على الحاجة المتزايدة من قبل الاحتلال الإسرائيلي لقوات مشاة قبل بداية حرب لبنان سنة 1982.

وتتكون الوحدة بشكل رئيسي من الجنود القادمين أو ما يسمى الجنود في الخدمة، بالإضافة إلى جزء من المتطوعين في الخدمة العسكرية.

ويعرف جنود لواء “الناحال” بقبعاتهم الخضراء الفاتحة، ما حقق لهم لقب “العصي الخفيفة”، وتتألف الكتيبة من 4 كتائب نشطة وهي “50 و931 و932 و934، بالإضافة إلى الشراكات المختلفة في قاعدة التدريب، التي تشكل معاً الكتيبة 933.

ويعتقد مراقبون ومختصون في الشأن الإسرائيلي، أن النقل السريع للواء “الناحال”، وما تبعه من تعزيزات عسكرية وعدوان غير مسبوق منذ اجتياح الضفة عام 2002، يهدف لرسم صورة انتصار، ولو كانت بتدمير الشوارع وتجريف البنية التحتية، وتشريد المدنيين.

المختص في الشأن الاسرائيلي عمر جعارة، يحذر من تصاعد في عمليات القتل والتدمير في مخيمات الضفة، كون الاحتلال لا يملك أهدافا عسكرية حقيقية، ولا توجد “بنى تحتية” وفق ما تزعم قيادته، وبالتالي يصبح الهدف هم المدنيون والمنشآت والبيوت.

وتابع “لواء الناحال قام بالتدمير والتفجير للبنى والمنشآت والمنازل في غزة كمهمة أساسية له، فما الذي يمنعه من فعل ذلك بالضفة، وهو يفعل ذلك في المخيمات ونرى نتائج أفعاله على الأرض”.

ويقول جعارة إن الاحتلال يفاخر بـ “الناحال” المكون من أكثر من كتيبة عسكرية، ولا يتوانى عن تدمير المخيمات، ويضع المسجد والمشفى والشارع والمدرسة ضمن أهدافه العسكرية.

وأضاف “هم بذلك يبحثون عن نصر عجزوا عن تحقيقه في غزة، وتسعى الآن لطرد الفلسطينيين من الضفة وتهجيرهم”.

بدوره، يرى الباحث في الشأن الاسرائيلي فارس صرفندي، أن خطوة نقل لواء “الناحال” للمدن والمخيمات بالضفة، يذهب بعيدًا في إنهاء أي دور للسلطة الفلسطينية وحضورها السيادي والسياسي.

وتابع صرفندي “الآن هم يترجمون هدفهم من خلال التدمير الممنهج وهدم المباني والتجريف وتخريب الطرق والقضاء على مقومات الحياة”.

متفقًا مع صرفندي، يعتقد المحلل السياسي عوض الرجوب أن ما يجري في الضفة هو تنفيذ لتهديدات وزراء في حكومة الاحتلال، بتدمير مدن الضفة مثلما حصل في غزة، مشيرًا إلى تصرح سابق لوزير المالية الإسرائيلي بتسليئيل سموتريتش حين تحدث عن وجوب أن تكون قرية الفندق ومدن نابلس وجنين، مثل جباليا، “حتى لا تصبح كفار سابا مثل كفار غزة”، وفق زعمه.

ويرى الرجوب نقل لواء “الناحال” متوافقًا مع تصريحات وزراء الاحتلال، والدعوات للتطهير العرقي والتدمير والقتل في الضفة.

ويؤكد أن كل ذلك يأتي في سياق تحقيق هدف أخطر، هو تدمير المخيمات، من أجل إخفاء أبرز شاهد على جريمة النكبة، ومحاولة المساس بحق العودة.

وبحسب الرجوب، تتزامن مشاركة “الناحال” في العدوان على مخيمات شمال الضفة، مع محاولات “تضخيم” تأثير قوة الفصائل الفلسطينية، من أجل تبرير استخدام أقصى أدوات القوة ووسائل القتل والتدمير.

ويضيف أن في ذلك أهدافًا أخرى لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، لإرضاء شركائه في الحكم، بإطلاق العنان لقوته العسكرية للإفساد شمالي الضفة، وصناعة “صورة نصر” من خلال تجريف البنية التحتية ونقل الدبابات إليها، وفي ذات الوقت إطلاق العنان للبناء الاستيطاني.

تابعنا عبر: