السياسي -متابعات
هيمن فريق باريس سان جيرمان الفرنسي تماماً على كافة الألقاب المحلية، منذ استحواذ الملاك القطريين على النادي في صيف 2011 ليكون القطب الأول، وربما الأوحد للكرة الفرنسية.
احتكر العملاق الباريسي ألقاب الدوري وكأس فرنسا وكأس السوبر المحلي وكأس رابطة المحترفين التي توقفت منذ جائحة كورونا، ولم يترك القليل للغاية لمنافسيه موناكو وليل وتولوز وأولمبيك ليون ونانت وبوردو وستراسبورغ وسانت إيتيان ومارسيليا، الذين حققوا ألقاباً لا تتخطى أصابع اليدين خلال آخر 14 عاماً.
واعتمد رئيس باريس سان جيرمان، ناصر الخليفي، في هذه الهيمنة المحلية على التعاقدات مع أبرز نجوم الكرة العالمية مثل زلاتان إبراهيموفيتش وإدينسون كافاني وديفيد بيكهام وتياغو سيلفا وجيانلويجي بوفون ودي ماريا وكيلور نافاس.
وكان صيف 2017 علامة فارقة في تاريخ النادي الباريسي، عندما اتجه الخليفي لصرف ما يزيد عن 400 مليون يورو مقابل التعاقد مع نيمار جونيور قادماً من برشلونة بصفقة هي الأغلى في تاريخ كرة القدم، وكيليان مبابي جوهرة موناكو التي كلفت خزينة النادي الباريسي 180 مليون يورو.
وواصل رئيس النادي الباريسي سياسة استقطاب النجوم حيث تعاقد مع سيرجيو راموس قائد ريال مدريد وليونيل ميسي أيقونة برشلونة الإسباني ونجمه التاريخي في صفقة انتقالات واحدة خلال صيف 2021، والتي شهدت أيضا ضم النجم الهولندي جورجينو فينالدوم من ليفربول الإنجليزي، وأشرف حكيمي من إنتر ميلان الإيطالي، وجيانلويجي دوناروما من ميلان الإيطالي، وذلك بعد أسابيع قليلة من تتويجه بلقب أمم أوروبا “يورو 2020” على حساب المنتخب الإنجليزي بركلات الترجيح.
لم تكن الصفقات الرنانة على مستوى اللاعبين ونجوم كرة القدم فقط، بل نجح ناصر الخليفي أيضاً في استقطاب مدربين من العيار الثقيل مثل لوران بلان الذي كان مدربا للمنتخب الفرنسي، والإيطالي المخضرم كارلو أنشيلوتي، صاحب الإنجازات العريضة مع ميلان الإيطالي، والإسباني أوناي إيمري المتخصص في الفوز بلقب الدوري الأوروبي مع إشبيلية الإسباني، وأيضاً الألماني توماس توخيل الذي قاد باريس سان جيرمان لنهائي دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه، وكذلك الأرجنتيني ماوريسيو بوكيتينو، صانع طفرة توتنهام الإنجليزي في العصر الحديث.
ورغم كل هذه الأسماء الرنانة على مستوى اللاعبين والمدربين، عجز سان جيرمان عن تحقيق حلمه الأكبر بالفوز بلقب دوري أبطال أوروبا، ولكنه وضع نفسه بين كبار القارة الأوروبية، ويعد مرشحا بارزا للفوز باللقب في السنوات الأخيرة.
إلا أن نقطة التحول الكبرى كانت التعاقد مع المدرب الإسباني لويس إنريكي، المدير الفني السابق لمنتخب إسبانيا وفريق برشلونة، وصاحب التجارب الأخرى مع سيلتا فيجو وروما الإيطالي.
ويتسلح إنريكي بشخصية البطل بفضل صعوده لمنصات التتويج بعد الفوز بـ26 لقباً في مسيرته كلاعب ومدرب مع أندية ريال مدريد وبرشلونة ومنتخب إسبانيا.
وكانت أبرز إنجازات إنريكي الفوز بخمسة ألقاب في عام واحد 2015 مع برشلونة، عندما أهدى الفريق الكاتالوني لقبه الخامس والأخير في دوري أبطال أوروبا، ويأمل سان جيرمان أن يجد ضالته في المدرب الإسباني.
وواصل المدرب الإسباني لويس إنريكي هيمنة باريس على الألقاب المحلية، ولكنه كان بطلا لمشروع رياضي جديد في “حديقة الأمراء” معقل النادي الباريسي عنوانه أن الفريق هو النجم، وشعاره اللعب الجماعي، وفلسفة تقوم على فريق يدافع بـ11 لاعباً ويهاجم بـ 11 لاعباً، وهو ما أكده مراراً وتكراراً في أكثر من مؤتمر صحافي، مشدداً على أنه لا مجال للنجم الأوحد.
وتولى إنريكي المسؤولية صيف 2023 وقام بتجديد عقده مؤخراً حتى صيف 2027 وذلك بعدما قاد سان جيرمان للتتويج بالثلاثية المحلية (الدوري والكأس والسوبر) في أول موسمين له مع الفريق، والتأهل لقبل نهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، والتأهل للنهائي هذا العام حيث سيلاقي إنتر ميلان، غدا السبت، في ميونخ.
ورسخ المدرب الإسباني فلسفته تدريجيا، ولم يهتز الفريق برحيل نجوم كبار سواء قبل توليه المسؤولية مثل ميسي وراموس في 2023 أو بعد توليه المسؤولية مثل نيمار جونيور، وكيليان مبابي الهداف التاريخي لسان جيرمان الذي انتقل إلى ريال مدريد في صيف 2024 بصفقة انتقال حر.
وبنى لويس إنريكي فريقاً جماعياً قوياً، تجاوز اختبارات صعبة خاصة في الموسم الحالي الذي بدأه بنتائج مخيبة في مرحلة الدوري بدوري أبطال أوروبا بهزائم أمام أرسنال وأتلتيكو مدريد وبايرن ميونخ، لكن باريس سان جيرمان توحش تحت قيادة إنريكي منذ بداية العام الحالي، وبدأ في الإطاحة بعمالقة إنجلترا تباعاً، وهزم مانشستر سيتي4-2 في مرحلة الدوري.
وأطاح بالثلاثي الإنجليزي الآخر ليفربول وأستون فيلا وآرسنال بنتائج وعروض مبهرة في الأدوار الإقصائية، ليصبح العملاق الفرنسي مرشحاً قوياً للفوز بـ”الكأس ذات الأذنين”، وتحقيق حلمه الأكبر الذي طالما سعى إليه على مدار أكثر من 10 سنوات.
واعتمد إنريكي على بناء فريق جماعي يرتكز على عناصر شابة مميزة مثل الثلاثي البرتغالي فيتينيا وجواو نيفيز ونونو مينديس ووارن زاير إيمري وديزيري دوي وبرادلي باركولا وخفيتشا كفاراتسخيليا وجونسالو راموس المنضم من نابولي في يناير/كانون الثاني الماضي إضافة إلى الاستفادة من عناصر الخبرة مثل ماركينيوس وأشرف حكيمي وعثمان ديمبلي وفابيان رويز الفائز مع منتخب إسبانيا بلقب يورو .2024