بعد سكوتها دهرا خرجت رئيسة الوزراء الإيطالية “جورجيا ميلوني” كنظائرها من رؤساء الدول والحكومات الأوروبية المنافقة بالتنديد القوي ضد قصف كنيسة كاثوليكية في قطاع غزة؛ والذي نفذته آلة الإجرام الصهيونية، كما استنكر التلميذ المعنف “ماكرون” بشدة هذا العمل؛ لكن المحير أن لا أحد ندد أو استنكر أو أبدى صدمته حتى من قصف العزل من أطفال ونساء وعاجزين الذين تبين التقارير غير النهائية على أن ضحياه تناهز 65 ألفا من الشهداء و250 ألفا من المصابين إصابات دائمة؛ وتدمير كل المساجد والمدارس والمستشفيات في القطاع؛ ما هذا النفاق المقزز؟.
الحقيقة أن الأمر ليس نفاقا بل عنصرية؛ على غرار ذلك تخرج المتحدثة باسم البيت الأبيض للتعبير عن صدمة الرئيس البرتقالي من خبر قصف الجيش الصهيوني لكنيسة أو ما تبقى منها في غزة، لترد الحكومة الإرهابية الصهيونية بالاعتذار وأن الحادث كان خطأ وأنها قد فتحت تحقيقا في الحادث، لكن لا أحد يعتذر على قتل وتجويع الغزاويين ولا تهجيرهم في انتهاك سافر لحقوق الإنسان -التي تتنكر خلفها العنصرية الغربية-؛ وكأن من يموتون كل يوم في غزة جراء القصف والقتل المباشر من طرف مؤسسة الصهيو-أمريكية “غزة الإنسانية” والجوع الذي بدأ يفتك بأطفال غزة؛ ما هم إلا أشباه بشر؛ لا قيمة لهم ولا تحرك مشاعر أحد إلا بعض الأصوات الشعبية ومبادرات محتشمة من أحرار العالم، إنها العنصرية في حلتها الجديدة أو المتجددة، فالعنصرية الإثنية أو الدينية ليست وليدة اليوم بل هي متجذرة في الفكر السياسي الأوروبي والأمريكي؛ فإذا -سلمنا جدلا أن المحرقة كانت حقيقة تاريخية- فمن خلق فكرة معادة السامية -كما يسمونها- هم المسيحيون الأوربيون قبل النازية أصلا، والآن يريدون من الفلسطينيين دفع ثمن أخطائهم بالسكوت عن الجريمة وتبرئة المجرم؛ وإيهام العالم أنهم إنسانيون لكن إنسانيتهم لا تظهر إلا إذا تعلق الأمر بالإنسان الأشقر ذي العيون الزرقاء؛ النازح من أوكرانيا؛ إنها العنصرية.
aboubamine@gmail.com