في شوارع رام الله، حيث تختلط الحياة اليومية بظلال الاحتلال الثقيلة، أوقف جنود الاحتلال الإسرائيلي الدكتورة ليلى غنام، محافظ محافظة رام الله والبيرة. المشهد لم يكن مجرد لحظة عابرة، بل لوحة تختصر الصراع: امرأة فلسطينية شامخة، تقف بوجه جنود مدججين بالسلاح، لتؤكد أن الكرامة الوطنية لا تُقهر مهما طال ليل الاحتلال.
الكرامة في مواجهة البندقية
لم تكن غنام تحمل سوى إرادتها وإيمانها بشعبها، بينما يختبئ الجندي خلف بندقيته وخوذته. رفعُها لذراعيها لم يكن استسلاماً بل تحدياً، ورسالة واضحة أن المرأة الفلسطينية تقف صفاً أولاً في معركة الصمود. إنها صورة لا تحتاج إلى تعليق سياسي، لأنها أبلغ من ألف خطاب.
الاحتلال وسياسة الإذلال
توقيف المحافظ لم يكن إجراءً عابراً، بل استمرار لسياسة الاحتلال التي تستهدف الرموز الوطنية بهدف كسر الإرادة الشعبية. لكن النتيجة دائماً تأتي عكسية: كل محاولة إذلال تتحول إلى صورة كرامة، وكل محاولة إخضاع تنقلب إلى فضيحة أخلاقية تلاحق الاحتلال أمام العالم.
الرد على المزايدين
المؤلم أن بعض الأصوات راحت تزاود على الدكتورة ليلى غنام، بدلاً من أن توجه سهامها إلى المحتل الذي يمارس البطش والاعتقال. إن المزايدة على من يقف في الميدان، ويتعرض لما يتعرض له الفلسطينيون يومياً، ليست سوى خدمة مجانية للعدو. اللحظة تستوجب وحدة الصف، لا الطعن في رموزنا الوطنية.
فلسطين تصنع المعنى
هذه الصورة ستبقى علامة فارقة، لأنها تختصر حكاية شعب لا ينكسر. هي ليست مجرد لحظة احتجاز، بل وثيقة جديدة تضاف إلى سجل الكرامة الفلسطينية الممتد من جنين إلى القدس، ومن غزة إلى رام الله. لقد قالت ليلى غنام للعالم، دون أن تنطق: فلسطين كرامة، وفلسطين صمود، وفلسطين لا تُهزم.
ختاماً:
أراد الاحتلال أن يُذل المحافظ، فإذا بالصورة تفضحه. أرادوا أن يُرهبوا الفلسطيني، فإذا بامرأة تواجه جيشاً كاملاً وتحوّل المشهد إلى رسالة صمود. وفي وجه كل بندقية، يظل الصوت الفلسطيني أقوى: نحن أصحاب الأرض، نحن الباقون، ونحن المنتصرون.
*ناشط سياسي وكاتب عربي فلسطيني عضو الامانة العامة للشبكة العربية للثقافة والرأي والإعلام.
ماذا قالت محافظ رام الله الدكتورة ليلى غنام بعد تصديها لقوات الاحتلال الاسرائيلي واصابتها بالاختناق بالغاز المسيل للدموع
تابع التفاصيل: https://t.co/uVZ9YrbZRh#ليلى_غنام #رام_الله #فتح #السلطة_الفلسطينية #الضفة_الغربية #قوات_الاحتلال #البيرة #بيتونيا #فلسطين pic.twitter.com/htH059h4rj— alsiasi (@alsiasi) August 26, 2025