وبصراحة وفي سياق التفكير الاستراتيجي الهادئ نتساءل هل عند الطرف الوطني (منظمة التحرير الفلسطينية) الرافض لنهج العمل المسلح أي رؤية أو استراتيجية لمواجهة الاحتلال وحرب الإبادة والتطهير العرقي ضد كل الشعب الفلسطيني؟
قد يقول قائل إن المنظمة تناضل سياسيا ودبلوماسيا لاستمرار حضور القضية والهوية الوطنية ولجلب مزيد من الاعتراف بالدولة الفلسطينية! وهنا علينا إعادة التأكيد بأن ما تطالب به المنظمة وما يمكنها الحصول عليه هو اعتراف بالدولة الفلسطينية وهي تحت الاحتلال. ودون التقليل من هذا الإنجاز ومن اعترافات دول أوروبية حليفة لإسرائيل بدولة فلسطينية ،إلا أن هناك فرق كبير بين الاعتراف بالدولة، حتى لو اعترفت بها كل دول العالم، من جهة وإنهاء الاحتلال وقيام الدولة بالفعل من جهة أخرى.
هنا سيكون مطلوب من الكل الوطني البحث عن الأدوات واستراتيجيات العمل الوطني ،حتى كأدوات مساعدة للجهود الدولية، لإجبار إسرائيل على إنهاء الاحتلال .وهنا سنعود مجددا لمبدأ وحق مقاومة الاحتلال ولكن في هذه الحالة لن تكون بالضرورة مقاومة مسلحة مباشرة كما كانت تمارسها حركة حماس وفصائل المقاومة بل نحتاج لإعادة تعريف المقاومة وشكل ممارستها، والأمر لا يخص الفلسطينيين داخل فلسطين فقط بل كل الشعب الفلسطيني حتى نصفه الذين في الشتات، وهي مهمة تحتاج لإعادة بناء كل النظام السياسي كأحزاب وطبقة سياسية ،حتى لا تكون المراهنة على مجرد الاعترافات بالدولة دون رؤية واستراتيجية عمل وطني شاملة لما بعد ذلك سراب كسراب المراهنة على المقاومة المسلحة بالطريقة التي مارستها حركة حماس
