ليس فقط سحب الحزب لاسلحته الثقيلة الى شمال الليطاني، ومنع اعادة ترميم بنيته التحتية في القرى الأمامية وجنوب الليطاني عامة، وفصل جبهة لبنان عن غزة، لكنها تريد أبضا:
أولاـ زيادة عدد اليونفيل بقوات بريطانية وفرنسية والمانية “حزب الله لا يوافق على اي دور لألمانيا
ثانيا- آلية مراقبة دولية وبالذات أمريكية في الجنوب وعلى الحدود اللبنانية السورية
ثالثاـ رسالة من البيت الأبيض بأنه يحق لإسرائيل التعامل عسكريا مع أي محاولة لاعادة البنية التحتية للحزب في الجنوب اذا لم يتم التعامل معها من قبل الجيش اللبناني او القوات الدولية
رابعا- منع وصول أسلحة الى حزب الله، من خلال المراقبة البرية والبحرية والجوية
خامساـ زيادة عدد الجيش اللبناني في الجنوب الى خمسة آلاف او عشرة آلاف
هذه هي الشروط الإسرائيلية التى تريدها إسرائيل وتحت يافطة قرار مجلس الأمن 1701، هذا يعتبر وكأن إسرائيل إنتصرت عسكريا وتريد فرض شروطها، رغم أن الميدان يعكس صورة مختلفة كليا عن الواقع الإفتراضي لما تسميه المؤسسة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية بضرورة تحويل المنجزات العسكرية لتسويات سياسية تحقق فيها الأهداف المعلنة وغير المعلنة ، في حين المعركة البرية في جبهة الشمال تشير لقوة وقدرة الحزب على مواجهة جيش من أعتى جيوش العالم في القوة النارية والتدميرية الإجرامية التي تتنافى مع كل القوانين الدولية، وتمنعه من التوغل، على الرغم من قيامه ومنذ بداية المعركة اي منذ تقريبا عام بتدمير شامل للقرى الامامية على الحدود “25 قرية”، وهذا وحده يؤشر ان إسرائيل في مأزق وليس فقط جبهات المقاومة، هذا عدا عن إستهداف العمق الإسرائيلي من ضواحي تل ابيب “شمال تل ابيب” مرورا بحيفا وعكا وصفد وكل منطقة “هاشارون” وكل منطقة الشمال بشكل يومي، مما دفع رئيس بلدية حيفا ليوجه نداء للجمهور لعدم النزوح من حيفا
أشير إلى ان احد ضباط هيئة الأركان في الجبش الإسرائيلي قال لرؤساء مستوطنات الشمال، بأن اي سلام دائم في الشمال سيعطي حزب الله الفرصة لكي يعيد بناء نفسه وترميم وضعه، لذلك عليكم ان تفهموا المتغيرات بأن طريقة التعامل سوف تتغير، اي لن يكون هناك سلام دائم وإعطاء فرص ليشتد عود الحزب ونعود لجولة اخرى، بل نستمر بشكل يومي في منعه من تراكم القوة، وهنا يشير الى توجه توجيه الضربات عبر سلاح الجو بالاساس لأي بنية للحزب حتى لو أوقف إطلاق النار
سابقا، قلنا، ولا نزال نقول، ان إسرائيل حدّثت من ترتيباتها الأمنية بما يتعلق بكل الجبهات، وقلنا، ان القرار لديهم بمنع ظهور اي تهديد محتمل مستقبلا، اي “تصفير التهديدات” وهذا لا يمكن أن يحدث دون وجود مفهوم إطلاق حرية اليد للقوة العسكرية الإسرائيلية في لبنان كما في سوريا وكما في غزة
إذا المعادلات التي تريدها إسرائيل هي في باب تغيير لِ “موازين الردع”، وضمن مفهوم القوة ولا شيء غير القوة، وهذا يعني أن إسرائيل ستحقق بذلك الردع الذي فقدته والأمن للمستوطن والمستوطنة الذي إنتهى في السابع من تشرين/أكتوبر، وكي الوعي للطرف الآخر، أي أن الكيان يحقق أهدافه الحقيقية التي يسعى إليها
هذا ما تريده إسرائيل من جبهة الشمال، وإذا إستطاعت تحقيقه فهذا يشير إلى هزيمة كبرى لمحور المقاومة ككل، لأن حزب الله يشكل قلب هذا المحور
أعتقد أن محور المقاومة وحزب الله لن يسمح بأي تغيير لموازين الردع، ولن يوافق على شروط وقف إطلاق النار، وكذبة أل “60” يوما والذي يريدون من خلالها ترتيب وضع الجيش الذي تعرض لضربات قاتلة في صفوفة، خاصة القوة البرية، وتهيئة بإعادة التدريب وتنظيم الصفوف لإستئناف القتال
وإنه لمن المهم جدا، بل يعتبر اولوية قصوى، ان يتحول الإرتقاء بوحدة الساحات والجبهات من المفهوم العسكري إلى المفهوم السياسي، بحيث لا يتم الفصل بين الجبهات، وبحيث تكون هناك صفقة واحدة تشمل الجميع، وبما يؤسس لإعادة توازن الردع، وإفشال كل التحديثات الأمنية الإسرائيلية، لأن حرب الإستنزاف الطويلة بالتأكيد هي لصالح محور المقاومة وليس لصالح إسرائيل والتي خلالها سوف يتم إستنزافها عسكريا وإقتصاديا وإجتماعيا وسياسيا، وهي لحظتها من سيصرخ اولا ويطالب بوقف إطلاق نار يراعي قوة ميزان الردع ويمنع إستباحة لبنان وغزة كما سوريا، بل يجب أن تتوج نهاية هذه المعركة المصيرية والوجودية ايضا بوقف إستباحة سوريا من قبل إسرائيل
المعركة هي عض على الأصابع، ومن سيصرخ أولا، يجب أن لا يكون من محور وجبهات المقاومة، بل الكيان وجيشه ومعه ربيبته امريكا، ومفاعيل القوة لدى محور المقاومة كبيرة وقادرة على فرض ذلك، والصبر الإستراتيجي في المعركة هو مفتاح حسمها