تتسارع الأحداث في القصة الغريبة التي هزت الرأي العام الجزائري، قصة العثور على رجل مفقود منذ زهاء 30 سنة في بيت جاره، وفي آخر التطورات، أمر قاضي التحقيق لدى مجلس قضاء الجلفة بإيداع 6 أشخاص رهن الحبس المؤقت، بينهم المتهم الرئيسي، فيما تم إخضاع متهمين اثنين لإجراءات الرقابة القضائية.
بداية الكشف عن القصة
الحادثة الأشبه بالخيال والقصص السينمائية طفت للسطح مجددا بعد قرابة 3 عقود إثر منشور صادم على فيسبوك كشف سرا عمره 28 عاما.
وقد وضع المنشور ضمن مجموعة مغلقة على فيسبوك تحمل اسم “#ناس_القديد” من طرف مشارك مجهول الهوية ومن دون صورة.
وقدم صاحب المنشور الذي وثق ما كتبه مرتين في نفس الوقت على نفس المجموعة بكلمات لم يتجاوز عددها 23 كلمة، تفاصيل عن هوية الضحية والخاطف، وكشف مكان تواجد المُختطَف في منطقة القديد بولاية الجلفة.
ومن هنا كانت الصدمة وانطلاقة التحريات وكشف خيوط القصة الغريبة، واستئناف البحث عن الضحية المفقود منذ نهاية تسعينيات القرن الماضي وعمره وقتها لم يتجاوز الـ16 ربيعا، فتمت مداهمة منزل المشتبه به ثم العثور على المُختطَف.
فالمنشور أكد أن الشاب المختفي على قيد الحياة وبصحة جيدة، وأنه يعيش ببلديته ولم يخرج إلى بلدية أو ولاية أخرى، ويعيش قريبا من منزل أسرته، وأنه لا يخرج إلى الشارع، مضيفا أن من أخفاه هو شخص على عتبة 60 عاما، ويعمل موظفا ويعيش بمفرده في بيته.
وعلى إثر ذلك عثر على الشخص بعد مرور 28 عاما على اختفائه في ظروف غامضة داخل قبو مخصص للحيوانات تحت ملك جاره، أين تم احتجازه وإخفاؤه عن عائلته، بينما تدخلت قوات الأمن لاعتقال الجاني واستكمال التحقيق في هذه القضية.
وكان الجاني في حالة هدوء وبرودة أعصاب، لكن بمجرد أن اقترب أحد الباحثين من كومة التبن بدأت ملامح التوتر عليه، وحين كشف الغطاء ووجد الشاب بن عمران عميرة جالسا هادئا حينها حاول الفرار، غير أن أفراد العائلة انتشروا في كل مكان وكانت فرقة الدرك الوطني قد أجهزت عليه وتم توقيفه ونقل الضحية معه إلى مقر فرقة الدرك الوطني، وهناك تحولت كل البلدية إلى مقر الفرقة لتتأكد من صحة الواقعة والعثور على شخص بحثوا عنه في كل مكان إلا داخل بلديتهم.
يرى والده من خلال النافذة
وبعد العثور على بن عمران عميرة الذي بات يبلغ اليوم 45 سنة، بدأ أقاربه وإخوته يحتضنونه ويبكون من شدة الفرح بدا عليه تلعثم في النطق ثم سرعان ما فكت عقدته وبدأ يسلم على من يعرفهم من الجيل المعاصر له ويناديهم بأسمائهم، وقال لهم إنني “كنت أراكم من وراء النافذة” داخل المنزل لكنني لا أقدر على أن أفتح الباب وأخرج إلى الخارج، وكأن قوة قاهرة بداخلي تمنعني وتمنع حتى مناداتكم، وأنه كان يرى والده من وراء النافذة متجها إلى المسجد ويعرف الكثير من الأخبار بما فيها وفاة والدته، لكنه مرصود من طرف الجاني، فكأنه آلة يتحكم فيها كما يشاء.
وقال الشاب بن عمران عميرة إنني طلبت منه أن يأتيني بمصحف كي أقرأ فيه ورفض الجاني ذلك، لأن البيت لا يوجد فيها أي مصحف، هذه أقوال قالها الضحية وهو في حالة نفسية صعبة لأنه لا يصدق أين هو وتم تحويله إلى الطبيب للكشف عنه والاطمئنان على صحته، وفي نفس الوقت تم نقله إلى مستشفى عاصمة الولاية في جناح خاص تحت الرعاية النفسية والصحية ولا يسمح بزيارته إلا لعائلته المقربة جدا.
في حين لا يزال التحقيق جاريا حول الأسباب الحقيقية التي سببت احتجازه، وحيثيات الجريمة، إذ لا تزال مصالح الدرك الوطني تحيط ببيت الفاعل، فيما توافد الكثير من سكان المنطقة والمناطق المجاورة، إلى البلدية من أجل الاطلاع والتأكد من الحادثة التي صدمت الرأي العام الجزائري.
قضاء الجلفة يتحرك
وجاء في بيان مجلس قضاء الجلفة، أنه “عملاً بأحكام المادة 11 من قانون الإجراءات الجزائية وتبعاً للبيان الصحفي الصادر بتاريخ 14 مايو 2024 المتعلق بقضية العثور على المدعو (ب.ع) المفقود منذ حوالي 30 سنة يُعلم النائب العام لدى مجلس قضاء الجلفة الرأي العام أنه بتاريخ 16 مايو 2024 تم تقديم أطراف القضية أمام وكيل الجمهورية لدى محكمة الإدريسية، وأمر بفتح تحقيق قضائي ضد المتهم الرئيسي (ب.ع) بجنايات خطف شخص واستدراجه حجز شخص دون أمر من السلطات المختصة وخارج الحالات التي يجيزها القانون والاتجار بالبشر مع توافر ظرف حالة استضعاف الضحية، الأفعال المنصوص والمعاقب عليها بموجب القانون رقم 2000 المؤرخ في 30 ديسمبر 2020 المتعلق بالوقاية من جرائم اختطاف الأشخاص ومكافحتها والقانون رقم 23-04 المؤرخ في 07 ماي 2023 المتعلق بالوقاية من الاتجار بالبشر ومكافحته.
وأما بالنسبة للمتهمين (ب.س)، (ب.ح)، (ب.م)، (ب. ج)، (ب.ث)، (ب.ح)، و(ي.ل) تمت متابعتهم بجرم عدم تبليغ السلطات المختصة الفعل المنصوص والمعاقب عليه بموجب نفس القوانين. بعد استجواب المتهمين من طرف قاضي التحقيق أصدر أمراً بإيداع المتهمين (ب.ع)، (ب.س)، (ب.ح)، (ب.م)، (ب. ج)، (ب.ث)، رهن الحبس المؤقت في حين أصدر أمراً بإخضاع المتهمة: (ب.ح) والمتهم: (ي.ل) للإجراءات الرقابة القضائية.
وعاش أهالي سكان ولاية الجلفة في الجزائر حالة من الدهشة والصدمة بعد العثور على رجل مفقود منذ ما يقرب من ثلاثين عاما، في إصطبل جاره.
واختفى الشاب بن عمران عميرة الذي كان يبلغ من العمر 16 عاما في نهاية تسعينيات القرن الماضي، وتمَّ البحث عليه مُطوّلاً قبل أن يُعلَنَ أنه مفقود.
وقالت وسائل إعلام محلية إن المختطف كان يسمع أقاربه ويراهم من فتحة صغيرة في الإصطبل.
هذا ولا يزال التحقيق جاريا، فيما توافد الكثير من سكان المنطقة والمناطق المجاورة إلى المنطقة من أجل الاطلاع والتأكد من الحادثة التي صدمت الرأي العام الجزائري.
وبعد اختفائه لثلاثين عاما والعثور عليه في منزل جاره بالجزائر تكلم الضحية لأول مرة ويقول “كنت قادرا على أن أراكم من نافذة المنزل لكن لم أكن قادرا على أن أفتح الباب وأخرج، كانت قوة قاهرة بداخلي تمنعني وتمنع مناداتكم”.