السياسي – تتطور الأوضاع في الضفة الغربية يوما بعد يوم، الاعتقالات والعمليات العسكرية الإسرائيلية تتزايد، على نحو لا يفرق بين من تعتبرهم عسكريين أي “مقاومين” أو مدنيين وحتى أسرى سابقين.
تحكم إسرائيل قبضتها على كل الضفة، وعملياتها تقتل يوميا شبابا فلسطينيا، فخرج وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس، بمقترح طالب فيه بخضوع الضفة لإدارة ذاتية فلسطينية، وسيطرة إسرائيل على الأمن والشؤون الخارجية هناك.
ويرى كاتس في طلبه أن السيطرة الكاملة تؤدي إلى عدم انفجار الوضع في الضفة والمنطقة، بل والعالم أجمع.
تخوف ضمني أو مسبب يحاول كاتس إظهاره، إذ قال إن إسرائيل لا تريد قيام كيان “إيراني” في الضفة الغربية، مما يستدعي الشروع عمليا في هذه الترتيبات.
في المقابل، حذر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، من أن إسرائيل تنفذ خطة عسكرية لفصل قطاع غزة عن الضفة الغربية والقدس، مؤكدًا أن مثل هذه الخطط لن تنجح.
في هذا السياق، قال القيادي في حزب الشعب، نصر أبو جيش، إنها دعوة غير منطقية واصفا إياها بالجنون من أجل إبادة الشعب الفلسطيني.
وذكر أن التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني منذ 75 عاما لأجل إقامة دولته المستقلة لن تثنيه عنها مثل هذه الدعوات من أي طرف في إسرائيل.
وشدد على ضرورة مواجهة دعوة كاتس بكل السبل السياسية والشعبية كما رفض دعوات مشابهة في السبعينيات والثمانينيات، مطالبا بتفعيل قرارات الأمم المتحدة ومجلس الأمن بإقامة الدولة الفلسطينية.
وأكد المختص في الشأن الاسرائيلي، أنس أبو عرقوب، أن إسرائيل منذ اتفاق أسلو تقوم بعمليات توسع استيطاني ولم تلتزم بالمقررات الدولية، وكان ذلك مجرد خدعة بعدما فقد الفلسطينيون 60 بالمئة من الضفة.
ويرى أن هذه المقترحات تأتي في سياق التضليل العالمي وحرب العلاقات العامة في ظل ما يتم من سياسات بالضفة وصلت لحد السجن الكبير.
وذكر أن مواطني الضفة يبحثون عن حكم نفسهم ويدير موارده الطبيعية لكن إسرائيل ترفض حقهم في أقل القليل.
وقال الكاتب والمحلل السياسي، عدنان الصباح، إن المقترح يعبر عن المشروع الكبير الذي يسعون إليه وأخرجوه من أدراجهم هذه الأيام في ظل انشغال العالم بما يجري في غزة.
وأوضح أن “المشروع الأصيل الذي تهدف إليه إسرائيل هو الضفة بالكامل تحت سيطرتها، من دون جسم فلسطيني حقيقي يشكل رافعة لمستقبل دولة”.
وأضاف أن هذا المخطط قائم على مصادرة أكبر مساحات ممكنة وإفراغها وتعديل الوجود السكاني للفلسطينيين فوق أرضهم.