ما أفضل طريقة لإيقاف مضادات الاكتئاب وتجنب الانتكاس؟

السياسي –

يُعرف التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب بصعوبته البالغة، حيث يعاني كثيرون من آثار جانبية شديدة، تشمل مشاكل في المعدة، والتهيج، والأرق.

ومع تقديرات تشير إلى زيادة استخدام مضادات الاكتئاب عالمياً بشكل ملحوظ خلال العقدين الماضيين، مع ارتفاع استهلاكها في دول الشمال الأوروبي، من المتوقع أن يشهد سوق مضادات الاكتئاب العالمي نمواً كبيراً، ليصل حجمه إلى أكثر من 30 مليار دولار بحلول عام 2029.

وبحسب “دايلي ميل”، تشير التقارير إلى أن من يتناولون هذه الأدوية المؤثرة على المزاج، يجدون صعوبة في التوقف عن تناولها، ولا يزال هذا الأمر لغزاً محيراً للخبراء لعقود.

تقليل الجرعة تدريجياً

لكن بحثاً جديداً أشار إلى أن أفضل طريقة للتوقف عن تناول هذه الأدوية هي تقليل الجرعة تدريجياً، بدعم من أخصائي صحة نفسية مؤهل، مثل طبيب نفسي.

وقال الباحثون إن هذا قد يمنع الانتكاس لدى 20% من المرضى، ما يمكّنهم من عيش حياة أكثر حرية، وعدم الاعتماد على الأدوية الموصوفة.

وقالت الدكتورة ديبورا زاكوليتي، المشاركة في إعداد الدراسة: “تشير نتائجنا إلى أنه على الرغم من فاعلية مضادات الاكتئاب في منع انتكاسات الاكتئاب، إلا أنها ليست بالضرورة علاجاً طويل الأمد للجميع.

ولا تستخدم مضادات الاكتئاب لعلاج الاكتئاب فحسب، بل لعلاج عدد من اضطرابات المزاج، بما في ذلك القلق والوسواس القهري واضطراب ما بعد الصدمة.

وتعمل مثبطات استرداد السيروتونين الانتقائية (SSRIs)، وهي من أكثر أنواع هذه الأدوية شيوعاً، عن طريق زيادة كمية السيروتونين – المعروف بهرمون السعادة – في الدماغ.

ولكن، كما أوضحت كريستين فيلونغ، الرئيسة المشاركة للجمعية الفرنسية للاكتئاب “بمجرد تغيير مضاد الاكتئاب أو تقليل جرعته، يصبح مصدر قلق للشخص، مع ذلك، لا توجد إرشادات واضحة، فعند إيقاف الدواء، لا توجد متابعة”.

ولتقييم الأثر الصحي للإفراط في وصف الأدوية، قام خبراء من المركز المتعاون لمنظمة الصحة العالمية للبحوث والتدريب في مجال الصحة النفسية وتقييم الخدمات، بتحليل أكثر من 75 دراسة لتحديد أفضل طريقة لإيقاف الدواء.

الطريقة الفعالة

وبعد تحليل السجلات الطبية لأكثر من 17 ألف شخص، وجد الباحثون أن الطريقة الأكثر فاعلية هي خفض الجرعة تدريجياً بالتزامن مع استشارة معالج نفسي.

وقال الباحثون: “يساعد هذا في منع الانتكاس لدى 1 من كل 5 مرضى، ما يساهم بشكل كبير في تقليل عدد المرضى غير القادرين على التوقف عن تناول مضادات الاكتئاب”.

خطر الانتكاس

وفي الدراسة، تمت متابعة المرضى لمدة عام تقريباً، حيث وُجد أن الذين توقفوا فجأة عن تناول أدويتهم كانوا معرضين لخطر الانتكاس بنسبة 40%.

أما من توقفوا تدريجياً عن تناول مضادات الاكتئاب، بالتزامن مع استشارة طبيب نفسي، فقد انخفض لديهم خطر الانتكاس بنسبة تقارب 50%.

وخلص الباحثون إلى أن الإرشادات المتعلقة بالتوقف عن تناول مضادات الاكتئاب يجب أن “تشجع على التوقف التدريجي عن تناول الدواء مع مراعاة خصوصية كل مريض، وتوفير دعم نفسي منظم”.