ما العمل يا شعبنا؟

بقلم: محمد التاج

نحن اليوم أمام أخطر مرحلة في تاريخ قضيتنا. غزة تباد، تجوع وتهجر. في الضفة ينهش الاستيطان أرضنا بلا توقف، يطرحون مشاريع الضم وإمارة الخليل، يقطعون أرزاق الموظفين والعمال، يسرقون أموال المقاصة، يسيطرون على المياه ويخربون الآبار، يعطلون مدارسنا ويخنقون مسيرتنا التعليمية. كل ذلك ليس صدفة، بل خطة كاملة لتصفية القضية الفلسطينية ودفن حلمنا الوطني.
إذن.. ماذا نفعل؟
هل نبقى أسرى بيانات الشجب؟ هل ننتظر عالما أدار ظهره لنا؟ هل نراهن على أنظمة عربية صامتة عاجزة؟
الجواب واضح: لا أحد سيحمي قضيتنا غيرنا. نحن وحدنا أصحاب هذا الدم، وأصحاب هذه الأرض.
ما العمل؟
العمل أن نتوحد، غزة والضفة والقدس والشتات، تحت راية مشروع وطني واحد، لا على مشاريع وهمية.
العمل أن نعيد بناء مشروعنا الوطني على قاعدة المقاومة والصمود، لا على فتات “التسهيلات”.
العمل أن نحمي صمود الناس، ندعم الفلاح في أرضه، نحمي التعليم من الانهيار، ونصنع اقتصادا مقاوما يحمي كرامتنا.
العمل أن نحول دماء الشهداء وصمود الأسرى إلى وقود لمعركة الحرية، لا إلى أرقام في بيانات رسمية باردة.
العمل أن نكسر العزلة، نمد صوتنا للعالم، نفضح الاحتلال ونحول موجات التضامن العالمية إلى ضغط دائم يحاصر هذا الكيان المجرم.
شعبنا الفلسطيني العظيم، أنت القادر على قلب المعادلة. هذا الاحتلال يريدك جائعا، خائفا، محبطا، لكنك أثبت عبر مئة عام أنك أقوى من كل المؤامرات.
فلننهض جميعا، نعيد الإمساك بمصيرنا، ونقول للعالم: فلسطين لن تصفى، لن تباع، لن تقسم. دمنا هو الجدار الأخير، ووحدتنا هي الطريق إلى الحرية.