ما القادم …غزة والضفة الغربية….

ميساء ابو غنام

تلاشي منظومة أنظمة التحرير ودولة واحدة ديمقراطية ثنائية القومية هي الحل ….
بعد انتهاء حرب غزة والسلطة الفلسطينية، أؤكد — وبكل ثقة — أن منظومة «أنظمة التحرير» كما عرفناها ستتلاشى، ولن يُسمح لأي فصيل بالعمل السياسي التقليدي. ستصبح القضية الفلسطينية في صورة مختلفة كليًا: فلسطينيون عرب يعيشون في الضفة الغربية تحت سيادة إسرائيلية فعلية، مع إدارة خدماتية واقتصادية مستقلة تهيمن عليها طبقة من رجال الأعمال—كثيرون منهم مزدوجو الجنسية—ومجموعة من الأكاديميين والمستقلين، وربما نسبة كبيرة منهم من المسيحيين.
العالم الذي يعلن اليوم تضامنه مع غزة سيستضيف اللاجئين الفلسطينيين ويمنحهم جنسيات وامتدادات في قارات العالم، تمامًا كما حصل مع لاجئي النكبة. الحديث عن عودتهم إلى غزة بعد «الإعمار» سراب؛ هذه وعود تُستخدم لتطمين المشاعر فقط.
الأولوية الآن أن يعي الشعب الفلسطيني واقعه ومصلحته الحقيقية: حان وقت التفكير الجدي بتغيير الواقع السياسي. الحل العملي والعادل هو دولة واحدة لشعبين — ثنائية القومية ديمقراطية عادلة تحكمها قوانين واحدة مع احترام للخصوصيات الثقافية لكل طرف. أنا أرفض فكرة «الدولتين»؛ قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الغربية كما تُعرض اليوم هو وهم لا يؤدي إلا إلى القضاء التدريجي على الوجود الفلسطيني داخل فلسطين
غزة اقتربت لتصبح تحت وصاية امريكية إقليمية ودولية جديدة، تقودها مصالح شركات متعددة الجنسيات ورأس مال اقتصادي عالمي — دويلة اقتصادية بواجهة سياسية. هذا هو الواقع الذي يجب أن نقرأه بوضوح، ونعمل على بناء استراتيجية جديدة على الاقل تنقذ ما تبقى من الشعب الفلسطيني داخل الضفة الغربية ….غير قبول التعايش مع إسرائيل لن يكون هناك فرصة للبقاء