يتحدث مراقبون عن 3 “خطوط حمراء” لدى إيران لا يمكنها، أو بالأحرى لا تستطيع التغاضي عنها في حال تم استهدافها من قبل إسرائيل.
واعتبر المراقبون أن أي خرق لهذه “الخطوط الحمراء” أو أحدها على الأقل يعني أن إيران ستكون مجبرة على الرد، وفق رأيهم.
لكن إسرائيل، بحسب المراقبين، ألزمت نفسها برد “قوي وموجع” على هجوم إيران الأخير، وسط تساؤلات عن الهدف “الثمين” الذي يمكن أن تختاره دون أن يؤدي ضربه إلى حرب مفتوحة؟
يحدد مصدر عسكري سوري، الخطوط الحمراء الثلاثة الفعلية لإيران بأنها بنية صناعة الطاقة، وقواعد الصواريخ البالستية، والمنشآت النووية. ويرى أن المساس بأيٍّ من هذه الخطوط الحمراء يمكن أن يقود إيران نحو حرب مفتوحة، وليس ضربات محدودة كما حصل في أبريل/نيسان ومطلع هذا الشهر.
فما الذي ستضربه إسرائيل إذًا بما يحقق لها انتقامًا يوازي تصريحاتها التي تعهدت من خلالها برد “موجع وقوي” على الهجوم الصاروخي الذي نفذته إيران قبل أسبوع؟
يستبعد المصدر أن تخالف إسرائيل التوجيهات الأمريكية، ذلك أن الولايات المتحدة تدرك حساسية هذه الخطوط الحمراء الثلاثة، “لهذا نجد أن الرئيس الأمريكي بدأ الحديث أولاً عن ضرورة تحييد المنشآت النووية الإيرانية، ثم انتقل للحديث عن تحييد منشآت إنتاج النفط”.
كما يدرك جو بايدن أن ضرب هذه المنشآت سيقود لارتفاع أسعار النفط العالمية بشكل قد يضر حظوظ حزبه الانتخابية، بحسب المصدر.
ويضيف: يبقى من المحتمل أنْ توجِّه إسرائيل ضربة لقواعد الصواريخ البالستية الإيرانية، خصوصًا الموجودة في غرب إيران، في كرمانشاه.
ولكن الأكيد أن الإدارة الأمريكية تتوقع ضربة إسرائيلية، وتتوقع ردًّا إيرانيًّا عليها، وهذا يزيد من احتمال أن تحث الولايات المتحدة إسرائيل على البحث عن هدف “ثمين” يمكن ضربه حاليًّا ويسمح بتأجيل المساس بالخطوط الحمراء الثلاثة السابقة لمرات مقبلة، وفقًا للمصدر.
في ضوء ما تقدم، يقول المصدر، أجد أن الخيار الأعلى احتمالًا للتحرك الإسرائيلي المقبل هو ضد قدرات الدفاع الجوي الإيرانية. وذلك لعدة أسباب، أولها أن هذا السيناريو هو تكرار لِما قامت به إسرائيل في أبريل/نيسان عندما ضربت رادار منظومة S-300 في مطار أصفهان (وبالتالي أخرجت بطارية من البطاريات الأربع من هذا النوع من الخدمة). وإيران وقتئذ تجنبت الاعتراف بالضربة رغم ظهور الضربة في صور الأقمار الصناعية.
أما السبب الثاني الذي يدفع إسرائيل لاستهداف دفاعات إيران الجوية، بحسب المصدر، فهو أن هذه الضربة ستلحق ضررًا كبيرًا وباهظًا بقدرات الدفاع الجوي الإيرانية. وإيران طالما عانت للحصول على أنظمة دفاع جوي حديثة.
مشيرًا إلى أن ضرب بعض قدرات الدفاع الجوي الإيراني سيخدم إسرائيل في المستقبل القريب إذا ما أرادت توجيه ضربة كبيرة لأحد الخطوط الحمراء السابقة الذكر.
الأهم وفقًا للمصدر، أن هذه الضربة ستُفهم في إيران – على المستويين الرسمي والشعبي – على أن مختلف المنشآت الإيرانية باتت دون دفاع جوي. وهذا سيدفع القيادة الإيرانية للتفكير مليًّا قبل المخاطرة بتوجيه ضربة ثالثة لإسرائيل.
ويلفت المصدر إلى احتمال أن تضرب إسرائيل مجموعة متنوعة من الأهداف بدل اختيار نوع واحد. أما الاغتيال فيبدو مستبعدًا في ضوء حالة الاستنفار والترقب التي تعيشها إيران، وفقًا للمصدر العسكري.