متسولون أم مخبرون – ظاهرة غريبة في سوريا بعد سقوط الأسد

السياسي – شهدت شوارع المدن السورية اختفاء مفاجئًا للمتسولين، ما أثار تساؤلات بين المواطنين حول سبب غياب هذه الظاهرة التي كانت سائدة في فترة النظام السابق، في وقت يعتقد فيه كثيرون أن هؤلاء كانوا في الواقع يعملون كمخبرين لصالح أجهزة المخابرات التابعة لبشار الأسد.

وقال المواطن السوري جمال الصيداوي: “كنا نحاول مساعدة كل محتاج، ونطلب منه الدعاء لنا، لكن بعد سقوط النظام اكتشفنا أن غالبية من كنا نساعدهم كانوا في الحقيقة مخبرين لصالح أجهزة الأمن”.

أضاف الصيداوي، رغم الحيرة التي لا تزال تملأ وجهه: “لست نادمًا على مساعدتي لهم، لكنني الآن أدرك كيف كانت أجهزة المخابرات تملك معلومات دقيقة عن تحركات المواطنين، حتى في أمور تتعلق بالعائلة الواحدة”.

واعتبر المواطن سعيد بيطار أن الأسلوب الأمني الذي أسسه نظام الأسد زرع الخوف في نفوس الجميع؛ ما جعل الثقة بين المواطنين تختفي، امتد ذلك حتى بين أفراد العائلة الواحدة.

وقال بيطار: “لست مستغربًا من أن غالبية المتسولين الذين كانوا يملأون شوارع المدينة كانوا يعملون كمخبرين لصالح النظام”.

هذا الحديث عن “المتسولين المخبرين” يتزامن مع ما كشفته وثائق استخباراتية سرية في سوريا عن مدى الرعب الذي كانت تثيره دولة المراقبة السورية في عهد الأسد، بحسب صحف غربية.

وأشارت صحيفة “التايمز” البريطانية إلى أن النظام الأمني السوري كان يشبه في طبيعته نظام “ستاسي” في ألمانيا الشرقية، حيث كان أفراد الأسرة يتجسسون على بعضهم البعض، وأقل شك كان يؤدي إلى اعتقال الناس، بما في ذلك الأطفال، بشكل عشوائي.

وتكشف الوثائق المسربة كيف كان السوريون مجبرين على إبلاغ أجهزة الأمن عن أصدقائهم وجيرانهم، وكيف كانت فروع المخابرات تتعقب هواتف المشتبه بهم وتراقب حتى علاقاتهم العاطفية الخاصة.

كما تكشف الوثائق عن شبكة واسعة من المخبرين المرتبطين بالنظام، وكيف كانت أجهزة المخابرات تجبر المعتقلين على الكشف عن أسماء المتعاونين المزعومين.

شاهد أيضاً