يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي، استهدافه لمجمع الشفاء الطبي ومحيطه بمدينة غزة، وسط حصار خانق يفرض على المجمع الطبي بعد مداهمته.
وأكد متحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أن العملية التي بدأت فجر الإثنين، ما زالت متواصلة، اليوم الثلاثاء، في أكبر مستشفيات القطاع، حيث زعم جيش الاحتلال القضاء على أكثر من 40 مقاتلا داخل المجمع الذي تطوقه الدبابات وفي محيطه.
من جانبها، أعلنت وزارة الصحة بغزة، اليوم الثلاثاء، أن المرضى والطواقم الطبية المحتجزين بمجمع الشفاء الطبي يواصلون صيامهم لليوم الثاني على التوالي بدون إفطار لعدم توفر الماء والطعام نتيجة حصارهم من قبل قوات الاحتلال.
وناشدت الوزارة، كافة المؤسسات الأممية «بإيقاف هذه الجرائم ضد المرضى والجرحي والطواقم الطبية داخل المستشفى».
على صعيد متصل، أعلن مكتب الإعلام الحكومي بالقطاع، أن جيش الاحتلال واصل ارتكاب المجازر بحق المدنيين في محيط مجمع الشفاء، مؤكدًا أن القوات الإسرائيلية ارتكبت «مجزرة دامية» وأعدمت 50 مواطنًا واعتقلت قرابة 200 آخرين في المجمع ومحيطه بمدينة غزة.
وقال مكتب الإعلام: «شارك في عملية اقتحام مجمع الشفاء الطبي المئات من جنود الاحتلال المدججين بالسلاح والكلاب البوليسية وعشرات الدبابات والطائرات المُسيّرة والطائرات المروحية».
وأضاف: «أطلق جنود الاحتلال النار والقذائف والصواريخ بكثافة داخل المجمع الطبي تجاه المرضى والنازحين والمدنيين الأمر الذي أدى إلى استشهاد وإصابة أكثر من 250 مدنيًّا».
وقال الجيش الإسرائيلي، إنه اعتقل أكثر من 200 شخص يجري التحقيق معهم داخل المجمع، إلا أن وزارة الصحة قالت إن بين المعتقلين «كوادر طبية ومصابين ومرضى».
وأكد جيش الاحتلال، اغتيال فايق المبحوح، الذي قال إنه «رئيس العمليات الخاصة في جهاز الأمن الداخلي التابع لحماس»، بينما أعلنت شرطة غزة، أن «اغتيال مدير عمليات الشرطة في قطاع غزة وهو على رأس عمله في مستشفى الشفاء جريمة مكتملة الأركان، لخلق حالة الفوضى وغياب القانون في شمال القطاع».
وتعرضت أحياء محيطة بالمجمع مثل الرمال والنصر لوابل من القصف بالطائرات الحربية والدبابات والمسيرات، والتي حوّلت عشرات المنازل إلى ركام، وأرغمت من تبقى من ساكنيها على الفرار، وفق ما أفاد شهود عيان ومراسل لوكالة فرانس برس.
وأحصى الدفاع المدني في حي الرمال والنصر تدمير «أكثر من 45 شقة سكنية» جراء الغارات، وقال إن “عشرات الشهداء والمصابين ما زالوا في المنازل أو الطرقات، إذ يطلق الاحتلال النار على من يحاول إنقاذ الجرحى”.
وأكد أن «اشتباكات عنيفة تركزت في حي الرمال ومخيم الشاطئ بغزة».
ودعا جيش الاحتلال، أمس الإثنين، سكان الأحياء المحيطة بالمجمع لإخلائها «بنحو فوري» بعد توغل دباباته فيها وصولا إلى المجمع الذي طوقته.
في ذات السياق، أعلنت كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، أن مقاتليها استهدفوا 5 آليات عسكرية إسرائيلية بقذائف «الياسين 105» في محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
وعبّرت منظمة الصحة العالمية، عن قلق بالغ من استهداف المشافي التي تعمل بالحد الأدنى من طاقمها، وتعاني نقصا كبيرًا في المستلزمات الأساسية.
