مجموعات أمريكية وأوروبية تستهدف المسلمين وقطر

السياسي – كشفت معلومات جديدة عن واحدة من أكبر عمليات التأثير في شبكات التواصل الاجتماعي تستهدف تشويه صورة المسلمين في الدول الغربية، وتتعرض لقطر أيضاً مستغلة دورها في محاولة إنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة، وتروج لمزاعم تسعى لتأليب اليمين المتطرف وتغذية خطابه بمعلومات مضللة تستخدم في حملات الترويج للإسلاموفوبيا. وأشرف باحثان متخصصان في مجال المعلومات المضللة ومتابعة الحملات المشبوهة على تحليل كم هائل من البيانات والعودة لمصدر العملية الغامضة والمشبوهة، التي بدأت في أواخر العام الماضي وانتشرت في عدة دول، وجوهرها الترويج لخطاب معاد للإسلام وللمهاجرين، ويستهدف قطر، التي تلعب دور الوساطة لإنهاء الحرب الإسرائيلية على غزة منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي.

ولفت البحث المعمق إلى أن الحملات المغرضة تتضمن العديد من الاستعارات السلبية ومنها إعلانًا مناهضًا لقطر ظهر في تجمع أمريكي للمحافظين السياسيين، والجماعات المسيحية الصهيونية حضره دونالد ترامب. ولفت الخبيرين في الدراسة التي كان عنوانها “مؤامرة قطر”، أن الحملة المناهضة لقطر والمعادية للمسلمين والمهاجرين، قد تكون واحدة من أكبر عمليات التأثير المعروفة على فيسبوك والتي تستهدف دول الاتحاد الأوروبي من حيث الإنفاق الإعلاني، واستغلال المناخات السياسية قبل الانتخابات الكبرى.

وأصدر الدراسة الدكتور مارك أوين جونز الأستاذ المشارك في برنامج ماجستير الآداب في العلوم الإنسانية والمجتمعات الرقمية بجامعة حمد بن خليفة، وهو أكاديمي متخصص في مجالات التضليل والدعاية والاستبداد الرقمي في وسائل التواصل الاجتماعي باللغتين العربية والإنجليزية. كما شارك في إعداد الدراسة والتحقيق المعمق سوهان دسوزا الباحث المقيم في لندن والذي كان يعمل سابقًا في مختبر الوسائط بمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، وهو خبير في مجال أخلاقيات الذكاء الاصطناعي، ورصد المعلومات.

وتكشف الدراسة الصادرة حديثاً عن عملية واسعة النطاق تستهدف قطر والمسلمين، بما في ذلك في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والاتحاد الأوروبي – قبل الانتخابات الأوروبية. وتوضح الحملات عبر الإنترنت وخارجها – والتي يقول الباحثون إنها تبدو مرتبطة بتوزيعها المتداخل ورعاية الإعلانات والبنية التحتية لاستضافة الويب – مدى السهولة التي يمكن بها تشويه شخص أو بلد بأكمله في عصر المعلومات المضللة مع إخفاء الجناة النهائيين.

ونشر مارك أوين جونز في صفحته الرسمية الموثقة في موقع “إكس”، (تويتر سابقاً)، أن “الحملات التي تبدو جيدة الموارد، مصممة لإثارة المشاعر ضد قطر في جميع أنحاء الولايات المتحدة وبريطانيا والاتحاد الأوروبي”.

وأضاف: “تكشف النتائج التي توصلنا إليها عن شبكة واسعة تنشر معلومات مضللة معادية للأجانب ومعادية للمسلمين والهجرة وقطر، امتدت العملية إلى منصات مثل فيسبوك، وإنستغرام، وإكس (توتير سابقاً)، ويوتيوب، وتيك توك، وبدرجة أقل، تستهدف العملية إيران أيضًا. ويروج للمعلومات المضللة تحديداً في فرنسا والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية وألمانيا وإسبانيا والسويد السعودية وغيرها.

ووصل محتوى هذه الشبكة إلى الملايين، وتلاعبت بالمشاعر العامة، حيث تم الوصول إلى ما لا يقل عن 41 مليونًا عبر فيسبوك وحده . كما ساهم المحتوى الذي تم إنشاؤه بواسطة الذكاء الاصطناعي بدور مهم، حيث خلقت التكنولوجيا المتقدمة روايات مقنعة ولكنها خادعة، يتضمن ذلك الصور ومقاطع الفيديو التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي. وبحسب تحليل الخبيرين فإن العملية تم تنفيذها على مرحلتين، مع أكثر من 900 إعلان على فيسبوك كحد أدني. والأولى كانت من يناير/ كانون الثاني إلى مارس/ آذار 2024 واستهدفت المملكة المتحدة وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية ولبنان والمملكة العربية السعودية، والثانية من مايو/ أيار إلى يونيو/ حزيران 2024 واستهدفت المملكة المتحدة، فرنسا، بلجيكا، السويد، كرواتيا، مالطا، وألمانيا. وكشف مارك أن الحملة أنفقت مبالغ ضخمة للترويج على فيسبوك على سبيل المثال بلغت نحو ربع مليون دولار، وهو ما يطرح تساؤلات عن موافقة إدارة فيسبوك التي تدعي الصرامة في متابعة المحتوى المنشور، واحترام معاييرها الإعلانية. وتنوعت استراتيجيات الرسائل المضللة المنشورة للجمهور في دول أوربا وأمريكا لتأجيج مشاعرهم، ادعاءات بوجود تهديدات إسلامية مدعومة من قطر، ودعوات لعزل قطر عالميًا، وهجمات شخصية على العائلة المالكة في قطر، وحث الشيخة موزا على الضغط على حماس لإطلاق سراح الرهائن. وتجمع الدراسة حقائق ومعلومات عن تلك الحملات المضللة والتأثير على خطاب اليمين المتطرف، وهذا قبيل الانتخابات في في أوروبا، والحركات المسيحية الصهيونية في الولايات المتحدة الأمريكية.

شاهد أيضاً