السياسي – أعلن عدد من الجماعات اليهودية الأميركية الوسطية والليبرالية الكبرى أنها تعارض خطط اليمين المتطرف الإسرائيلي إعادة إنشاء المستوطنات الإسرائيلية في غزة.
وأبرز موقع (Jewish Telegraphic Agency) إعلان موقف أكبر المنظمات اليهودية الأمريكية في خضم حملة التطهير العرقي التي ينفذها جيش الاحتلال الإسرائيلي في شمال قطاع غزة ودعوة وزراء الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة إلى إعادة الاستيطان.
ولفت إلى دعوة ما يسمى وزير المالية بتسلئيل سموتريتش ووزير الأمن القومي إيتامار بن جفير مرارًا وتكرارًا الحكومة الإسرائيلية إلى الإخلاء القسري لسكان قطاع غزة ما أثار انتقادات دولية واسعة النطاق.
وبالنسبة للعديد من الجماعات اليهودية الأميركية بما في ذلك بعض الجماعات التي دافعت عن حرب الإبادة في غزة، فإن فكرة بناء المستوطنات الإسرائيلية في القطاع غير مقبولة.
ومن بين تلك الجماعات المعارضة للفكرة الاتحادات اليهودية في أميركا الشمالية، واللجنة اليهودية الأميركية، ورابطة مكافحة التشهير، إلى جانب هيئات تمثل الحركات الإصلاحية والمحافظة، والتي تستطيع مجتمعة أن تزعم أنها تمثل أغلبية اليهود الأميركيين.
-التعارض مع المصالح الإسرائيلية
زعم جيسون إيزاكسون، كبير مسؤولي السياسات والشؤون السياسية في اللجنة اليهودية الأميركية: “أن الأراضي الواقعة بين نهر الأردن والبحر الأبيض المتوسط، والتي يسكنها اليهود والعرب على حد سواء، لا يمكن أن تكون حكراً على شعب واحد، بل يجب أن تكون مشتركة”.
وأضاف “مثل الغالبية العظمى من الإسرائيليين، تعتقد اللجنة اليهودية الأميركية أن إعادة إنشاء المستوطنات الإسرائيلية في غزة، أو برنامج تهجير الفلسطينيين من غزة أو الضفة الغربية، من شأنه أن يتعارض مع المصالح الإسرائيلية”.
وأشار الموقع إلى أنه في حين يعارض أغلب الإسرائيليين فكرة إعادة الاستيطان إلى غزة، فإن أكثر من ثلثهم ــ بما في ذلك 42% من اليهود الإسرائيليين ــ يؤيدونها، وفقاً لاستطلاع حديث أجراه معهد الديمقراطية الإسرائيلي.
ويشمل هذا نحو 60% من اليهود الإسرائيليين اليمينيين، وهم قاعدة الناخبين الحالية للحكومة.
وقال بن جفير في مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية هذا الشهر “إن الأفكار مثل الاستيطان في غزة موضع ترحيب، وعلينا أن نتذكر أن هذا في النهاية هو أكبر عقاب على ما فعلوه بنا في السابع من أكتوبر”.
وادعى أنه يناقش تشجيع الهجرة الفلسطينية من غزة بشكل متكرر في اجتماعات الحكومة، وأضاف: “بدأت أرى انفتاحًا معينًا على الموضوع” من جانب نتنياهو.
وقال موشيه يعلون، رئيس الأركان الإسرائيلي السابق الذي شغل منصب وزير الجيش في حكومة نتنياهو قبل عقد من الزمان، مؤخرا : “إن الطريق الذي يقودوننا إليه هو طريق الاحتلال والضم والتطهير العرقي. انظر إلى شمال القطاع – النقل أو التطهير من أجل إقامة مستوطنة يهودية هناك. هذه هي الفكرة”.
-تلطيخ سمعة (إسرائيل)
أدانت كارول نورييل، مديرة مكتب رابطة مكافحة التشهير في دولة الاحتلال، المقترحات الرامية إلى تهجير الفلسطينيين بشكل دائم في غزة وإعادة إقامة المستوطنات اليهودية هناك.
وقالت نورييل في بيان “إننا نشعر بقلق عميق إزاء التصريحات الصادرة عن وزراء ونشطاء في الحكومة الإسرائيلية يدعون إلى هجرة أو تقليص أعداد الفلسطينيين في غزة. إن هذه الآراء تعكس نهجا غير إنساني، وتلطخ سمعة (إسرائيل)، وهي غير أخلاقية في الأساس”.
وقد جذبت مناقشة هذه القضية الانتباه مؤخرا في مؤتمر للاتحادات اليهودية في أميركا الشمالية، حيث أطلق أحد كبار المسؤولين التنفيذيين مازحا في اجتماع مغلق حول امتلاك العقارات في غزة ، مما أثار ردود فعل سلبية من عدد من الحاضرين.
ويعد الدعم لحل الدولتين واسع النطاق، وإن لم يكن شاملاً، بين الجماعات اليهودية الوسطية في الولايات المتحدة، وإن كانت الإدانات للاستيطان الإسرائيلي في الضفة الغربية من مكاتب هذه الجماعات نادرة. وتُظهِر استطلاعات الرأي أن أغلب الإسرائيليين يعارضون إنشاء دولة فلسطينية، كما تفعل الحكومة الإسرائيلية.
وفي بيانها بشأن الاستيطان في غزة، أشارت منظمة اتحاد اليهودية الإصلاحية إلى معارضتها لتوسيع المستوطنات في الضفة الغربية أيضاً.
وقال الحاخام ريك جاكوبس رئيس اتحاد اليهود المتدينين في (إسرائيل): “كما كنا ثابتين في معارضتنا لاستمرار التوسع الاستيطاني، فإننا نعارض بشدة الخطة المروعة والخطيرة التي وضعها أعضاء اليمين في الحكومة الإسرائيلية الحالية لإعادة توطين غزة”.
وأضاف أن الاستيطان في غزة سيجعل (إسرائيل) “أقل أمناً” من خلال استنزاف جيشها، كما سيؤدي إلى تهجير الفلسطينيين.
وقالت الجمعية الحاخامية التي تمثل رجال الدين من الحركة المحافظة إنها “تعارض أي خطة للاستيطان اليهودي في غزة”، وهو ما قال عنه الرئيس التنفيذي الحاخام جاكوب بلومنثال إنه “سيكون خطوة كبيرة إلى الوراء” فيما يتعلق بالأهداف المعلنة الأخرى في المنطقة، بما في ذلك إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين في غزة وفرص إقامة دولة فلسطينية في نهاية المطاف.
ولم تتطرق لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك)، وهي جماعة الضغط المؤيدة لإسرائيل، بشكل مباشر إلى الاستيطان في غزة رداً على استفسار بشأنه.
وعلى النقيض من ذلك، قالت جماعة الضغط الليبرالية الإسرائيلية “جيه ستريت” إنها تعارض بشدة أي مشروع لإعادة التوطين في غزة، وأعربت عن قلقها بشأن “جر (إسرائيل) إلى الهاوية على يد المتطرفين”.