السياسي – حذّر الباحث والمختص في الشأن الإسرائيلي فراس ياغي من محاولات إعلامية عربية وغربية لتلميع صورة رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتصويره كـ”رجل يسعى إلى إنهاء الحرب وتحقيق السلام”، في حين أن الوقائع على الأرض وخططه المعلنة تؤكد عكس ذلك تماماً. وقال ياغي في مقال تحليلي إن بعض القنوات العربية بدأت تُمهّد لسردية جديدة مفادها أن نتنياهو يريد وقف الحرب على غزة، لكنه مكبّل بوجود شركائه في اليمين المتطرف، مثل بن غفير وسموتريتش، وأن العقبة الحقيقية أمام وقف إطلاق النار هي تركيبة الائتلاف الحاكم وليس إرادة نتنياهو نفسه. واعتبر هذا الطرح “غسيل دماغ ممنهج” هدفه التمهيد للتطبيع العربي الواسع من بوابة “السلام المزيف”. وفي سياق متصل، أشار إلى أن نتنياهو يتطلع لإحياء خطة ترامب لتوسيع “الاتفاقيات الإبراهيمية”، وأن الحرب المستمرة على غزة تعيق هذا المشروع، كما أن محاكمته في ثلاث قضايا فساد في “إسرائيل” تُقيّد حركته السياسية، مما دفع البعض – من بينهم ترامب – للمطالبة بإصدار عفو عنه باعتبار أن محاكمته تعيق “عملية السلام”. وأضاف ياغي أن هناك تسريبات إسرائيلية تتحدث عن تنسيق محتمل بين نتنياهو و”الجولاني” من سوريا في ملفي حزب الله وإيران، إلى جانب دعم ضمني من نتنياهو للمفاوضات الأمريكية-الإيرانية شريطة الحد من التخصيب النووي والصواريخ الباليستية، وفي حال فشل التفاوض، فإن نتنياهو سيطالب بضوء أخضر أمريكي لتوجيه ضربات عسكرية ضد إيران. ووفق ياغي، فإن نتنياهو يخطط لإنهاء الحرب بطريقته الخاصة، من خلال صفقة تبادل أسرى، يعقبها انسحاب جزئي من غزة إلى ما يسمى “المناطق العازلة” مع إبقاء السيطرة على محور صلاح الدين (فيلادلفيا)، وفرض شروطه لاحقاً، أبرزها نزع سلاح المقاومة ونفي قياداتها، دون الحاجة لاتفاق شامل. كما سيُبقي على خيار القصف الجوي والعمليات المحدودة لإبقاء غزة تحت الضغط الدائم. ويختم ياغي مقاله بالقول إن “خطة نتنياهو” تتكامل مع المسار السياسي الذي تقوده بعض الأنظمة العربية بالتعاون مع واشنطن، لإعادة تشكيل السلطة الفلسطينية بقيادة مستعدة للتعامل مع “الحلول الترامبية”، وتكريس كيان سياسي في غزة تابع لما تبقى من الضفة الغربية، بينما تُخصص ترتيبات خاصة للقدس، مشددًا على أن عملية الإعمار ذاتها ستكون أداة لكشف الأنفاق وملاحقة المقاومة من جديد.
