السياسي – أكد مخاتير ووجهاء مدينة غزة تمسكهم بالبقاء في غزة ورفضهم كل مشاريع ومخططات التهجير التي يسعى لها الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي.
وقال المختار أبو سليمان المغني، خلال اجتماع ضم مخاتير ووجهاء مدينة غزة: “لا رحيل لنا عن غزة، فإما أن ندفن في ترابها أو نموت، والموت أشرف لنا مئة ألف مرة نحن وأولادنا وعائلاتنا”.
وشدد أنه “يجب أن لا يسجل علينا التاريخ أننا غادرنا قطاع غزة وتركناه لأعدائنا وهجّرنا إلى ديار لا نعرفها”.
وتساءل المختار المغني: “ماذا سنقول لأبنائنا غدا إن تركنا ارض الوطن؟”.
وحذر من أنهم إن هجروا من غزة فلن تكون هناك عودة إليها، وسيهجون إلى بلاد لا يعرفونها.
وأكد أن الهجرة أو الرحيل عن غزة “من سابع المستحيلات”، و”من كان يريد الرحيل فالرحيل أمامه، أما نحن فأرض غزة من شمالها إلى جنوبها أرضنا وسندفن فيها”.
وحث المخاتير والوجهاء على تثبيت أفراد عائلاتهم وأن يكونوا قدوة لهم في الثبات على الأرض، قائلا: “أنتم اليوم العنوان والقدوة والمثل، فإن رحلتم رحل الجميع خلفكم، وإن ثبتم على الأرض ثبت الجميع معكم”.
من جانبه، قال المختار أبو بلال العكلوك أن هذا الاجتماع يرسل رسالة لكل العالم “ليشاهد ثباتكم ورسوخكم وشموخكم شموخ جبال فلسطين. وأنكم ثابتون راسخون لا تفرطون بوطنكم ولا بغزة”.
وخاطب الحضور قائلا: “أنتم قامات وهامات بين عائلاتكم، فكونوا كما ينظر لكم الناس العنوان والقدوة في الثبات والرسوخ”.
ووجه العكلوك رسالة إلى العالم الغربي الذي يزعم أنه يرعى حقوق الإنسان، مؤكدا أنه في غزة “انتهكت كل حقوق الإنسان ومن بينها حق الإنسان بأن يعيش في وطنه”.
ووجه العكلوك التحية للمسيحيين في غزة على موقفهم الوطني، مشددا أن “مآذن مساجد غزة تعانق كنائسها وتقول: لن نرحل”.
كما حيا موقف المؤسسات الأممية والدولية التي تقف إلى جانب أهل غزة وأعلنت أنها لن تخرج من غزة.
وخاطب العكلوك الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مطالبا بأن يبادر من أجل لمّ الشمل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتوحيد الصف الفلسطيني وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
كما طالبه بتعزيز صمود وثبات أهل غزة وأن يكون للجنة المصرية مقرا في غزة والشمال.
ويأتي موقف مخاتير غزة في وقت يُواصل فيه جيش الاحتلال الإسرائيلي توسيع عدوانه العسكري على مدينة غزة عبر خنق أطرافها بالقصف الكثيف ونسف الأبراج والمباني السكنية، لدفع السكان للنزوح نحو جنوب القطاع.
وبالتوازي مع الضغط العسكري أصدر جيش الاحتلال أوامر إخلاء جماعية للسكان تُطالبهم بالنزوح جنوبًا ووسط القطاع، بزعم أنها مناطق “آمنة” تتوفر فيها المساحات والخدمات الإنسانية.
ورغم الضغط العسكري على غزة، يبدي غالبية السكان رفضهم للنزوح عنها، لا سيما مع عودة أعداد من العائلات التي غادرتها إلى وسط وجنوب القطاع بعد أن لم تجد أماكن للبقاء فيها نتيجة الاكتظاظ الشديد وسوء الظروف المعيشية هناك.
وأمس السبت، حذرت وزارة الداخلية والأمن الوطني، المواطنين في مدينة غزة من أن “الوقوع في خداع الاحتلال والاستجابة لتهديداته بالانتقال إلى المناطق التي يحددها، إنما يسهل عليه فرض الوقائع على الأرض وتنفيذ مخططات التهجير.