مخاطر تهميش التغطية الإعلامية لقطاع غزة

محسن أبو رمضان

لوحظ تراجع الإعلام عن تغطية الأحداث في غزة، وذلك بالرغم من استمرار المجازر اليومية التي تأتي قي سياق حملة الإبادة الجماعية التي يقوم بها جيش الاحتلال بحقه .

تستغل دولة الاحتلال سخونة الأوضاع في لبنان، ابتداء من تصعيد الاشتباكات وصولا لضرب منظومة الاتصالات وتنفيذ حملة اغتيالات، لتركز الأضواء الإعلامية على هذه الأحداث الساخنة .

ويتم ذلك أيضا في سياق تصاعد حالة السخونة بالصراع الإقليمي أيضا، والذي توج بأوضح مظاهرة بحملة إطلاق الصواريخ الباليستية الإيرانية إلى دولة الاحتلال يوم الأول من أكتوبر .

يستمر جيش الاحتلال بالعدوان على غزة، وكل يوم ينفذ المجازر الجماعية، ويستمر بالقتل والتدمير وحرب التجويع والصحة، بهدف تخفيف الكتلة السكانية وجعل القطاع مكانا غير مناسب للعيش، ودفع الناس للهجرة الطوعية / القسرية حينما تحين الظروف .

من الطبيعي أن تلاحق الكاميرات الأحداث الجديدة والساخنة، ولكن ليس من الطبيعي تهميش وتجميد التغطية الإعلامية لمجازر الاحتلال في غزة، والتي مازالت مستمرة .

لقد بدأت مفاعيل الصراع بالتفاعل على المستوى اللبناني والإقليمي بسبب عدوان الاحتلال العسكري الغاشم على قطاع غزة.

لقد ولد عدوان الاحتلال على غزة مفاعيل قانونية وسياسية وإعلامية وشعببة وإقليمية متعددة.

وعليه فإن دولة الاحتلال تعمل على استغلال حالة الانشغال الإعلامي بالأحداث الجديدة والساخنة، وتعمل على إهمال وتهميش وتجميد تغطية الحالة الإعلامية في غزة .

لا تستغل دولة الاحتلال ذلك بما يتعلق بالجرائم وأعمال القتل فقط، بل من أجل التمهيد لتنفيذ مخطط نتنياهو بما يسمي اليوم التالي في غزة عبر تثبيت أسس ومرتكزات جديدة للقطاع.

أسس ما يسمى بمخطط اليوم التالي الذي يعمل نتنياهو على تنفيذه في غزة، ويتضمن تشكيل إدارة مدنية مطياعة، وتقسيم القطاع جغرافيا، وإعادة بناء مستوطنة نيتساريم لفصل منطقة الشمال وغزة عن المنطقة الوسطي والجنوببة، وتثبيت الاحتلال العسكري في محور فيلاديلفي – صلاح الدين، وإيجاد آلية إقليمية دولية لإدارة معبر رفح، واقتطاع المنطقة العازلة على الحدود الشرقية والشمالية من القطاع، بالإضافة لمخاطر تنفيذ خطة الجنرالات بشمال القطاع عبر تنفيذ عملية تطهير عرقي وتهجير جماعي للسكان بهدف إعادة الاستيطان إليه.

إن مخاطر عدم التغطية الإعلامية للأوضاع المعيشية والإنسانية والسياسية لقطاع غزة غير مفيدة، بل يساهم ذلك وإن بصورة غير مقصودة في تشجيع الاحتلال على الاستمرار في عدوانه وتنفيذ خطته بغفلة إعلامية.

لقد بات من الضروري خلق التوازن بالتغطية الإعلامية بين ما يجري في غزة من عدوان دموي مستمر منذ عام،  وبين الأحداث الساخنة في الإقليم .

شاهد أيضاً