مع كل تطور كبير في الصراع بالشرق الأوسط، يخرج القادة الإسرائيليون للحديث عن “شرق أوسط جديد” حيث قال رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عقب قيام سلاح الجو الاسرائيلي ب٣٥٠غارة علي مدي ٤٨ ساعة أدت للأسف إلي القضاء علي ما يقرب من كل مقدرات الجيش السورى إن إسرائيل تعمل بطريقة منهجية على تفكيك ما يسميه محور الشر، مؤكدا أن هضبة الجولان ستبقى إسرائيلية إلى الأبد.
مشيرا أن إسرائيل تغير الشرق الأوسط وتعزز موقعها كدولة مركزية في المنطقة قائلا ..”لقد دمرنا كتائب حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وضربنا حزب الله في لبنان، وقتلنا (حسن) نصر الله وأسقطنا نظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد ”
وأشار نتنياهو أن فصلا جديدا في تاريخ الشرق الأوسط فتح أمس الأحد في إشارة الي سقوط نظام بشار الأسد في سوريا وفي رسالة موجهة إلى الشعب الإيراني روج رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو لفكرة تغيير المنطقة، وتحدث عن شرق أوسط جديد يعيش فيه الشعبان الفارسي واليهودي في سلام ،وقال تعليقًا على غارة شنها جنود الاحتلال على بيروت “لقد بدأنا للتو.. وسنعمل على تغيير الشرق الأوسط” فما هو مخطط نتنياهو لتغيير الشرق الأوسط .
فما هو مخطط نتنياهو لتغيير الشرق الأوسط أو لشرق أوسط جديد وفق قولة ..؟؟
الحقيقة أن هناك مخطط وسيناريو وضعة نتنياهو لتغيير الشرق الأوسط وعمل شرق أوسط جديد من وجهة نظر إسرائيل ،وهذا المخطط يشمل علاقات سياسيه واقتصاديه وأمنيه وعلاقات دوليةوتحالفات ،فرئيس وزراء الكيان الصهيوني شخصية محسوبه على اليمين المتطرف ولكنه يفكر بعقليه اقتصادية رأسمالية
ورغم أن جميع التحليلات التي تتصدر الإعلام العربي والعالمي والمعارضة الاسرائيلية تشير إلى أنه متمسك بالسلطة، وأنه يفكر بنفسه ولا يهتم لما تؤول له الحرب على اسرائيل حسب تصريحات المعارضة الاسرائيلية والتي تريد فقط الصعود إلى السلطة، وأهالي الرهائن الذين لا يقلقون بالفلسطينيين بقدر ما يريدون أبناءهم ولايهمهم الفلسطينيون ولا أبنائهم، ولكن الحقيقة حسب اعتقادي ليست كذلك
فنتنياهو جاء بمخطط واضح يسعي من خلالة إلى تثبيت الكيان الإسرائيلي وتقويته في المنطقة، ومنع ذوبان هذا الكيان في الأمن غير المستقر مع الفلسطينين اولا ومع المحيط العربي ثانيا وقد صرح نتنياهو أثناء محاكمة أنه لا يهتم إن كان سيبقي في السلطه أو يذهب لكن كل ما بهمه هو بقاء دولة إسرائيل وتوسيعها وفق مخطط مدروس يسير وفق عدة مراحل.فما هي مراحل هذا المخطط ؟
أولا .. يريد نتنياهو التخلص من الفصائل الفلسطينية وأوسلو والسلطة الفلسطينية وهو يكره الرئيس محمود عباس ويتعامل معه على أنه شخص غير مرغوب فيه وأن مهمته فقط تنفيذ ما يطلب منه ويخطط للتخلص منه قريبا .
ثانيا يريد إنهاء الاسلام السياسي في الشرق الأوسط وبدأ يحصد النتائج التي سعى إليها منذ 7 اكتوبر ، وإنهاء حماس وغزةوقد تم له ذلك وانهاء حزب الله وهو في الطريق ولكن نتائج إنهائه ستدمر لبنان بحيث يحتاج إلى سنوات للقدرة على النهوض مرة أخري والقضاء علي سوريا كدولة بضرب مقدرات الجيش السورى ، وضربات في العراق وسوريا واليمن وترك ضرب إيران للنهاية بعد إنهاء قوة جميع خلاياها بحيث تنفرد اسرائيل بها ،واهمها المفاعل النووي وضرب المفاعل النووي الايراني ليس بالضرورة في هذه المرحلة وانما سيبقى على جدول الخيارات اللاحقة ودون انذار
ثالثا ..يريد نتنياهو تدمير الحوثيين وتأميم البحر الاحمر لصالح امريكا واسرائيل وأوروبا وبعض الأنظمه العربية ، وخط تجاري اقتصادي من الهند حتى إسرائيل فيما يطلق عليه ” الممر الاقتصادي ” وذلك بتوجية ضربات قوية لليمن وتأميم البحر الاحمر، وسيتم تدميره للتخلص من الحوثيين بحيث يستحيل أن يعودو للهيمنة على البحر الاحمر وهذا لن يتم إلا بمزيد من التدمير في اليمن ….
رابعا ..يريد التخلص من سكان غزة على سنوات لصالح غزة المدينة الذكية والتي ستكون متعددة الجنسيات ولصالح الولايات المتحدة الأمريكية، وإغراق الضفة الغربية لصالح الاستيطان وتحويلها إلى نموذج استيطاني وبنية تحتية كبيرة، وخط قطارات يصلها بتل أبيب ومنع توسع الفلسطينيون في أراضيهم لصالح مشروع يهودا والسامرة ،وتحويل القضية الفلسطينية من قضية تحرر إلى قضية اقتصادية وسيعيش الفلسطينيون كأقلية عربية في الضفة الغربية مع بعض الأمتيازات الاقتصادية
خامسا…التطبيع مع السعودية وهذا الهدف الماسي لإسرائيل وهذا سيقود الشرق الاوسط من وجهة نظر إسرائيل إلى الانفتاح والازدهارعلي الشرق الأوسط الجديد، بحيث تكون إسرائيل شريكة فيها وستعمل اسرائيل على تطوير الدول العربية وتقديم الخبرات الاسرائيلية في مجالات التكنولوجيا والطب والزراعة والطاقة والبنية التحتية، وفتح باب السياحة الدينية والاقتصادية لرؤوس الأموال العربية وبالأخص الاستثمارات
سادسا ..فتح العالم العربي لليهود بحيث يستطيعون التجول به بسياراتهم في دول الخليج والمنطقة العربية برمتها ، و نهاية الحروب مع إسرائيل والتي ستتصدر الشرق الأوسط مقابل ازدهار مبني على القوة الاقتصادية والتكنولوجية لصالح إسرائيل ، وما ينبثق عن كل ذلك لاحقا هو ريادة وقيادة اسرائيل لمنطقة الشرق الأوسط مع حلفائها وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأمريكية