السياسي – د ب أ
بدأت محكمة بريطانية اليوم، النظر في قضية مأساوية هزت المجتمع المحلي، حيث اتُهمت فتاة في الثالثة عشرة من عمرها بقتل أم لثلاثة أبناء، داخل منزلها في ويلينغبورو، بعد طعنها 143 مرة.
وعثرت السلطات في مارس (آذار) الماضي على الضحية وتدعى مارتا بدنارسشيتش في غرفة المعيشة المملوءة بالدخان بعد نشوب حريق، لكن الفحوصات الطبية كشفت أن مارتا تعرضت لإصابات بالغة في الرأس والرقبة والصدر والذراعين واليدين قبل الحريق، ما يشير إلى أن الحريق جاء كمحاولة لإخفاء الجريمة.
وأوضحت التحقيقات أن واحدة من الطعنات اخترقت دماغ الضحية، الأمر الذي تطلب قوة شديدة لتنفيذه، فيما أكد الادعاء أن القاتلة الصغيرة كانت تخطط للجريمة أسابيع قبل تنفيذها، كما أرسلت رسائل لأصدقائها تفيد بأنها “لن تكون في المدرسة لفترة”، وبحثت أيضاً عن العقوبة التي قد تواجهها لو أدينت بالقتل.
وعلى الرغم من صغر سن الفتاة، أظهرت تحليلات الشرطة وشهود من المستشفى أنها ابتسمت بعد اعتقالها، وهو ما أثار القلق حول الدوافع النفسية للجريمة، فيما اعتمد الادعاء على أن الفعل كان متعمداً ومخططاً له، وأن دفاع “المسؤولية المخففة” لا ينطبق عليها.
وخصصت المحكمة ترتيبات خاصة لجلساتها، بما في ذلك الجلوس في الصف الخلفي ومرافقة ممثل اجتماعي، مع تحديد ساعات الجلسة بما يتوافق مع يوم دراسي، لتتناسب مع عمرها الصغير، بحسب صحيفة “مترو”.
وكانت مارتا قد انتقلت من بولندا إلى المملكة المتحدة عام 2010، وعملت في مستودع في ويلينغبورو لتوفير احتياجات أسرتها، ووصفتها العائلة بأنها “ربّة البيت وقائدة الأسرة”، مشيرة إلى محبتها الكبيرة لأبنائها ودعمها الدائم للأصدقاء والجيران.
وكتب أفراد الأسرة رسائل مؤثرة يخلّدون فيها ذكراها، مؤكدين أن فقدانها ترك فراغاً لا يمكن ملؤه، وأن ذكراها ستظل حية في قلوبهم رغم المأساة، فيما أشار التحقيق إلى أن الدافع وراء الجريمة قد يبقى مجهولاً.





