مريم علي بعد المقارنة مع فرح بسيسو في الزير سالم :الجليلة مختلفة على المسرح

السياسي – متابعات

على هامش مؤتمر مسرحية الزير سالم، التقى موقع 24 مع الفنانة السورية مريم علي، التي تعود إلى خشبة المسرح عبر عمل ملحمي ضخم يستحضر واحدة من أعظم الحكايات العربية وأكثرها حضوراً في الذاكرة، إذ يعيد العمل قصة الزير سالم بكل ما تحمله من صراعات وأبعاد إنسانية، وهي القصة التي تحولت إلى أيقونة في الوعي الجمعي العربي لما تختزنه من معانٍ عن البطولة، الثأر، والقدر.

في هذا السياق، تتجسد شخصية “الجليلة” كأحد أهم الأدوار وأكثرها تعقيداً، إذ تحمل في داخلها مزيجاً من القوة والخذلان، من الولاء والانكسار، هذه الشخصية سبق أن عرفها الجمهور العربي قبل أكثر من خمسة وعشرين عاماً، عندما قدمتها الفنانة فرح بسيسو في النسخة الدرامية الشهيرة من الزير سالم التي تركت بصمة خالدة في الذاكرة التلفزيونية.

واليوم، تعود “الجليلة” إلى الحياة من جديد على خشبة المسرح، برؤية مختلفة تنبض بالحضور الآني والحي، وبأداء مريم علي التي تؤكد أن لكل زمن لغته وقراءته الخاصة للملاحم الكبرى، وتقول مريم علي لـ24  “أقدم في هذا العمل شخصية الجليلة، وهي شخصية أساسية مليئة بالتفاصيل، والمسرح يمنحها حياة مختلفة تماماً عما يعرفه الجمهور من قبل”.

وعن المقارنة التي قد تفرض نفسها مع الفنانة فرح بسيسو، التي جسدت الدور نفسه في النسخة التلفزيونية الشهيرة قبل خمسة وعشرين عاماً، أوضحت علي أنها لا تخشى هذه المقارنة إطلاقاً.

وأضافت: “المسرح له شروطه الخاصة التي تختلف كلياً عن التلفزيون. على العكس، المخرج الأستاذ سلوم حداد طلب منا أن نخلق نسخاً جديدة من الشخصيات، سواء الجليلة أو ابن عباد أو غيرهما”، وأردفت علي “نحن هنا لا نقلّد، بل نصنع رؤيتنا، زميلتي وصديقتي وبنت دفعتي فرح بسيسو قدمت الدور بشكل جميل ورائع في المسلسل، لكن الزمن تغيّر، ونحن اليوم نعيد صياغة الحكاية برؤية جديدة انطلاقاً من نفس النص الملحمي”.

وعند سؤالها عن الذكاء الاصطناعي وما إذا كان يمكن أن يحل مكان المسرح في المستقبل، أجابت: “صعب أن أتخيل ذلك، لأن الذكاء الاصطناعي ذكي جداً، لكن جوهر المسرح أنه يقوم على الصدق والحياة، إذا استطاع الذكاء الاصطناعي أن يقدم هذه الحيوية والصدق فقد يكون شيئاً جيداً، لكن يظل المسرح فناً حياً نابضاً لا يمكن أن يُختزل في التقنية”.

واختتمت الفنانة حديثها بتأكيد أن هذه التجربة تمثل إضافة مختلفة لمسيرتها، وأن مسرحية الزير سالم ليست مجرد نص قديم، بل ملحمة متجددة تستحق أن تعاش مرة أخرى مع كل جيل، لأن فيها روح الإنسان وصراع الحياة، ولأنها تحيي التراث بلغة معاصرة تصل إلى الجمهور مباشرة.