مسؤول أمني يقر بفشل الرهان على الميليشيات المتعاونة مع الاحتلال

السياسي – كشفت صحيفة “نيويورك تايمز” أن مقتل ياسر أبو شباب جسد تحذيرات من أن محاولة فرض عملاء إسرائيل لحكم قطاع غزة ستكون نهايتها عنيفة، في ظل نظرة الفلسطينيين إليهم بوصفهم خونة ومتعاونين.
ونقلت الصحيفة عن شالوم بن حنان، المسؤول الكبير المتقاعد في جهاز المخابرات الداخلية الإسرائيلي (الشاباك)، قوله إن المجموعات الفلسطينية التي دعمتها إسرائيل وأدت مهامًا أمنية وعسكرية بالنيابة عن الجيش الإسرائيلي “لن تشكل تهديدا حقيقيا لحماس”، مؤكدا أن ارتباطها العلني بإسرائيل لطخ صورتها بالكامل في نظر الشارع الفلسطيني.

وأضاف بن حنان أن هذه الميليشيات “ستعتبر دائما خائنة ومتعاونة، ولن يرغب أحد بالاقتراب منها”، مشيرا إلى أن عدد عناصرها محدود، وأن وجودها خفف العبء عن القوات الإسرائيلية لكنه في الوقت نفسه جعل قادتها أهدافا حتمية.

ووفق التقرير، فإن إسرائيل دعمت وسلحت مجموعة “القوات الشعبية” التي كان يقودها أبو شباب في محيط رفح، ضمن محاولة لإيجاد بدائل محلية لحكم حماس. غير أن هذه الرهان انتهى بمقتله على يد عشيرة فلسطينية جنوب القطاع، وسط احتفاء في قطاع غزة بمقتله واعتباره “المصير الحتمي لكل خائن”.

وأكدت الصحيفة أن غالبية الفلسطينيين نظروا إلى أبو شباب بوصفه شخصية مرفوضة شعبيا، ليس فقط بسبب تنسيقه الأمني مع إسرائيل، بل أيضا بسبب اتهامه بالاعتداء على قوافل المساعدات خلال ذروة المجاعة، وهو ما عمق صورته كـ”أداة فوضى” استغلتها إسرائيل في غزة.

وختم التقرير بالإشارة إلى أن تجربة أبو شباب تسلط الضوء على فشل استراتيجية إسرائيل في صناعة وكلاء محليين، وعلى حقيقة راسخة في المجتمع الفلسطيني أن “التعاون مع الاحتلال لا يمنح شرعية، بل يقود إلى عزلة ونهاية دموية”.

المصدر: نيويورك تايمز