السياسي – انتقد مسؤول إسرائيلي سابق، التبريرات التي روجتها تل أبيب عقب اغتيال القيادي في كتائب القسام الجناح العسكري لحركة حماس رائد سعد في غزة يوم السبت الماضي، معتبرا أنه ينبغي على “إسرائيل تعزيز صورتها كبلطجي الحي”، على حد وصفه.
وقال مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق مئير بن شبات في مقال نشرته صحيفة “إسرائيل اليوم”: “لا بد من التساؤل عن صياغة بيان القيادة السياسية الذي جاء فيه أن توجيه اغتيال سعد صدر ردا على تفجير عبوة ناسفة زرعها عناصر حماس، ما أدى إلى إصابة جنود في المنطقة الصفراء من القطاع”.
وتابع قائلا: “دون التقليل من شأن الثناء المستحق على القوات الإسرائيلية وصناع القرار، فإن اغتيال رائد سعد كان خطوة ضرورية، لدوره في هجوم 7 أكتوبر وأيضا لعرقلة إعادة تسليح وإعادة بناء القوة العسكرية لحماس”.
وذكر أن “المعرفة الواسعة التي اكتسبها رائد سعد في غزة وخارجها، وخبرته الثرية في سلسلة من المناصب القيادية والإدارية، وشبكة علاقاته الواسعة مع العديد من عناصر محور المقاومة، كان من شأنها على الأرجح أن تُسرّع من عملية تعافي حماس”.
وتساءل بن شبات: “هل صحيح أنه لو لم يحدث الانفجار، لكان سعد قد واصل حياته دون أن يمسه سوء؟ هل يمكن لشريكه في قيادة حماس عز الدين الحداد وغيره من القادة في مختلف المناصب، أن يفسروا السياسة الإسرائيلية بهذه الطريقة ويفترضوا أنهم يتمتعون بحصانة مضمونة طالما أنهم لا يلحقون بنا أي ضرر؟”.
واستدرك بقوله: “لا يحتاج المرء إلى أن يكون رجل دولة بارز ليدرك أن توضحيات إسرائيل كانت تهدف إلى استرضاء إدارة ترامب وتخفيف حدة الانتقادات من الدول الوسيطة، ويتعزز هذا الانطباع بمتابعة بيان القيادة السياسية، الذي يصف أنشطة سعد الأخيرة بأنها إعادة تأهيل لحماس، والتخطيط لشن هجمات ضد إسرائيل وتنفيذها، وإعادة بناء قوة ضاربة، في انتهاك صارخ لقواعد وقف إطلاق النار والتزامات حماس باحترام خطة الرئيس ترامب”.
وتابع: “مع ذلك، فإن المغزى هو أن إسرائيل، من حيث المبدأ، تقبل قواعد وقف إطلاق النار حتى فيما يتعلق بالعناصر الخطرين، وأنها تحتاج إلى أسباب وجيهة (أو أعذار) لتبرير القضاء عليهم حتى في حين أن هجوم 7 أكتوبر هو، في حد ذاته، مبرر كافٍ بالتأكيد”، وفق زعمه.
ورأى أن “هذا السلوك قد يُضعف، إلى جانب الجهود المبذولة للتوصل إلى اتفاقيات، الصورة التي رسمتها إسرائيل لنفسها طوال الحرب: صورة بلطجي الحي الذي يُزيل التهديدات بالقوة ويفرض النظام في المنطقة. هذا النهج لا يخلو من نقاط ضعف ومخاطر، ولكن قبل استبداله، يجدر دراسة موازنة مزاياه وعيوبه مقارنةً بالبدائل”.
وأكد أنه “بطريقة أو بأخرى، يتعين على إسرائيل الاستمرار في سياسة الاغتيالات المستهدفة بشكل منهجي ومستمر، دون تبرير أو اعتذار. ومعارضة حماس لنزع السلاح لا تزيد الأمر إلا سوءا”.







