السياسي –
شهدت منطقة الأهرامات بمحافظة الجيزة المصرية، امس الجمعة، يوماً استثنائياً في تاريخ السياحة المصرية، بعدما تدفقت حشود الزوار نحوها عقب إغلاق المتحف المصري الكبير، مؤقتاً نتيجة بلوغه السعة التشغيلية القصوى.
وتحوّلت المنطقة الأثرية بالأهرامات إلى الوجهة البديلة لعشرات الآلاف من السياح والمصريين، الذين حرصوا على استكمال جولتهم بين شواهد الحضارة المصرية القديمة، في مشهد غير مسبوق من الزحام والاحتفاء الثقافي.
وتداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع مصوّرة توثق الأعداد الغفيرة التي توافدت على المنطقة الأثرية ومحيطها، وسط أجواء احتفالية تخللتها الأغاني الوطنية والتقاط الصور أمام تمثال أبي الهول والهرم الأكبر، ما عكس شغفاً متجدداً لدى الجمهور بالحضارة الفرعونية العريقة.
ويأتي هذا الإقبال اللافت ضمن حالة الزخم السياحي التي تعيشها القاهرة والجيزة منذ الافتتاح الرسمي للمتحف المصري الكبير في الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، والذي بات محوراً رئيسياً للحركة السياحية في مصر وواجهة عالمية لعشاق التاريخ والثقافة من مختلف القارات.
وكان المتحف المصري الكبير قد أغلق أبوابه أمام الزوار ظهر اليوم الجمعة 7 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، بعد أن أعلنّت وزارة السياحة والآثار المصرية نفاد جميع تذاكر الزيارة المقررة لليوم سواء عبر الحجز الإلكتروني أو من شبابيك التذاكر.
وأوضحت الوزارة في بيان رسمي أن القرار مؤقت ويقتصر على هذا اليوم فقط، على أن تُستأنف الزيارات اعتباراً من غدٍ السبت.
وأكدت إدارة المتحف استمرار العمل بجميع الحجوزات التي تم تأكيدها مسبقاً، مشيدة بتعاون الزائرين وتفهمهم، ومؤكدة أن الإقبال القياسي يعكس المكانة العالمية التي يحتلها المتحف كأحد أعظم الصروح الحضارية الحديثة.
كما دعت الإدارة الراغبين في زيارة المتحف إلى الحجز المسبق عبر الموقع الرسمي لضمان تجربة مريحة ومنظمة.
ويُعدّ المتحف المصري الكبير أكبر مشروع ثقافي في القرن الحادي والعشرين، إذ يمتد على مساحة تقارب نصف مليون متر مربع، أي ضعف مساحة متحف اللوفر الفرنسي تقريباً، ويضم أكثر من 100 ألف قطعة أثرية تروي 7 آلاف عام من التاريخ المصري القديم، بينها 20 ألف قطعة تُعرض لأول مرة أمام الجمهور.
وجرى افتتاح المتحف في احتفالية ضخمة يوم السبت 1 نوفمبر (تشرين الثاني) 2025، بحضور الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي و79 وفداً رسمياً من مختلف دول العالم، من بينهم 39 وفداً برئاسة ملوك وأمراء ورؤساء دول وحكومات، في حدث وصفته الأوساط الثقافية العالمية بأنه “علامة فارقة في تاريخ الحضارة الإنسانية”.







