مع سقوط نظام بشار الأسد ودخول المعارضة المسلحة إلى العاصمة دمشق، برزت تساؤلات حول مصير عدد من الشخصيات الأمنية والعسكرية البارزة التي شكلت العمود الفقري للنظام خلال أكثر من عقد من الصراع.
وبينما أعلنت روسيا أنها منحت اللجوء الإنساني وأفراد عائلته، لم تُكشف أي تفاصيل عن مصير الشخصيات المقربة منه.
ماهر الأسد: اليد الحديدية للنظام
ماهر الأسد، شقيق بشار الأسد وقائد الفرقة الرابعة، كان أحد أكثر الشخصيات نفوذًا في النظام السوري.
لعب دورًا رئيسيًا في قمع الانتفاضة السورية منذ بدايتها، ونُسبت إليه جرائم مروعة بحق المدنيين. ومع إعلان سقوط النظام، لم يظهر أي تصريح رسمي حول مصيره. ويُعتقد أنه ربما هرب إلى روسيا أو إيران، حيث تمتلك عائلته وشركاؤها أصولاً واستثمارات.
علي مملوك: العقل الأمني
المستشار الأمني لبشار الأسد ورئيس مكتب الأمن الوطني، علي مملوك، كان من بين الشخصيات الأكثر قربًا من الرئيس السابق.
أدار العديد من العمليات الأمنية والاستخباراتية، وكان له دور كبير في التنسيق مع الحلفاء الإيرانيين والروس. مصيره أيضاً مجهول، مع احتمالات بأنه غادر إلى الخارج خشية الانتقام أو الملاحقة القانونية.
الوجوه العسكرية
وزير الدفاع السابق محمود عباس، ورئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء عبد الكريم محمود إبراهيم، كانا ضمن الدائرة العسكرية الضيقة المحيطة بالأسد.
لم تُرصد أي أخبار تؤكد مكان وجودهما، ويُرجح أنهما هربا مع عائلاتهما إلى دول داعمة للنظام.
حماة النظام
كفاح ملحم، رئيس مكتب الأمن الوطني، وغسان إسكندر، قائد الحرس الجمهوري المكلف بحماية القصر الرئاسي، كانا من أبرز الشخصيات الأمنية التي ساهمت في الحفاظ على هيمنة النظام. ومع سقوط العاصمة، اختفيا عن الأنظار تمامًا، ما يثير شكوكاً حول إمكانية مغادرتهما البلاد مبكراً.
وقال سامر ثلجي، وهو عقيد منشق من الجيش السوري، إن “المسؤولين الأمنيين في نظام الأسد غير قادرين على البقاء في سوريا بسبب خوفهم من المحاكمة أو قتلهم على أيدي قوات المعارضة”.
وذكر ثلجي الذي لجأ إلى الأردن عام 2012، أن “الكثير من مسؤولي الأسد أسسوا حياة واستثمارات في الخارج في دول مثل روسيا وإيران، واعتقد أنهم فروا إلى هناك الآن”.
الوجوه التي بقيت في دمشق
في مقابل ذلك، سارع مسؤولون في النظام السابق إلى تأييد المعارضة بعد دخولها دمشق، وأبدوا استعدادهم للتعاون في سبيل تحقيق الاستقرار للدولة السورية.
وأعلن رئيس الحكومة السورية محمد غازي الجلالي، الأحد، أنه لايزال موجوداً في منزله ولا ينوي مغادرة البلاد.
وتوجه الجلالي إلى السوريين بفيديو مصور قائلاً: “أنا منكم وأنتم مني. أنا في منزلي لم أغادره بسبب انتمائي إلى هذا البلد وعدم معرفتي لأي بلد آخر غير وطني”.
ودعا الجلالي المعارضة إلى ضمان سلامة الممتلكات العامة للدولة، قائلاً:” إنني حريص على المرافق العامة للدولة والتي هي ليست ملكاً لي وليست ملكاً لأي شخص آخر إنما هي ملك لكل السوريين. نمد يدنا إلى كل مواطن سوري حريص على مقدرات هذا البلد”.
وكلفت الفصائل المعارضة الجلالي بتسيير الأمور والإشراف على نقل الملفات الحكومية للسلطات الجديدة فور تشكيلها.
وكشفت وسائل إعلام أن وزير الخارجية السابق، فيصل المقداد، لم يغادر دمشق، وعقد اجتماعاً مع مسؤولين من المعارضة ودبلوماسيين عرب وأجانب للتشاور بشأن المرحلة المقبلة.
واحتفل آلاف السوريين في مناطق مختلفة من البلاد وخارجها الأحد بسقوط الأسد، بعد هجوم خاطف لفصائل المعارضة المسلحة التي دخلت دمشق، لتطوى صفحة هيمنة عائلة الأسد مدة نصف قرن على البلاد التي تدخل الآن في مرحلة عدم يقين.
موقع “24” الإماراتي