معاقبة “العبيد” في حال تعلمو القراءة

أصدر الملك تشارلز الثاني مرسوما في عام 1660 يقضي بتعليم جميع السكان الأصليين والخدم والعبيد في المستعمرات البريطانية تعاليم الديانة المسيحية… …
غير أن السادة من مالكي الرقيق في المستعمرات البريطانية لم يشاطروه هذا الرأي، بل إن مجرد التفكير “في شعب أسود متعلم” كان يبعث في قلوبهم الخوف من احتمال عثور عبيدهم على أفكار انقلابية في الكتب. لم يصدق أولئك القائلين إن التعليم المقتصر على قراءة الإنجيل سيقوي أواصر المجتمع، لأنهم كانوا يدركون تماما أن العبيد الذين يستطيعون قراءة الإنجيل سيستطيعون قراءة الكراسات والنشرات الموجهة ضد الرق، علما بأن الكتاب المقدس نفسه يحرض على الرغبة في التمرد والتحرر.
تمثلت مقاومة مرسوم الملك تشارلز بأجلى صورها في المستعمرات الأمريكية حيث صدرت بعد مرور مئة عام على المرسوم الملكي في ولاية ساوث كارولاينا قوانين صارمة جدا تمنع جميع السود ، أرقاء كانوا أم أحرارا من تعلم القراءة.
… ويروي دوك دانيل دودي: “عندما كان المرء يمسك به للمرة الأولى متلبسا بفعل القراءة والكتابة، كان يُجلد بسوط مصنوع من جلد البقر، وفي المرة الثانية بسوط مجدول من تسعة أشرطة، وفي المرة الثالثة كان يُقطع المفصل الأول من سبابته”. أما في الولايات الجنوبية فإن شنق أي عبد يعلم عبدا آخر القراءة والكتابة كان من الأمور المتعارف عليها.
تاريخ القراءة آلبرتو مانغويل
فصل القراءة الممنوعة
#تاريخ_الأفكار

شاهد أيضاً