السياسي – تبرأ زعيم التيار الصدري في العراق، مقتدى الصدر، من عدد من عناصر سرايا السلام (فصائل مسلحة تابعة له) بعد خرقهم قرار المقاطعة وترشحهم لانتخابات 2025، في تحد مباشر لتوجيهاته القاطعة بعدم خوض السباق الانتخابي.
وجاء في بيان صادر عن المكتب الخاص للصدر، أن ” مقتدى الصدر يتبرأ من مجموعة من الأشخاص ينتمون للتيار الوطني الشيعي وسرايا السلام خالفوا أوامره”، داعياً إياهم إلى “التوبة”، من دون أن يذكر أسماءهم أو طبيعة الإجراء الذي قد يُتخذ بحقهم.
وأظهرت وثيقة نشرها إعلام التيار أسماء 22 شخصاً، ما عُد خرقاً مباشراً للتوجيهات المركزية للتيار، التي تحظر الترشح أو الانخراط في أي نشاط انتخابي باسم الصدر أو سرايا السلام.
ويُعد هذا التطور أول تحد من داخل البيت الصدري لتعليمات زعيمه الذي أعلن منذ عام 2022 انسحاب تياره من البرلمان، ورفضه أي شكل من أشكال العودة للمشاركة السياسية، مؤكداً في أكثر من بيان أن “كل من يترشح باسمه يعد خائناً للنهج”.
وكان الصدر قد انسحب بشكل مفاجئ من البرلمان عقب الانتخابات الماضية، بعد فشل مشروع تشكيل حكومة “أغلبية وطنية”، ما أدى إلى دخول البلاد في أزمة دستورية استمرت لأشهر، وانتهت بصعود حكومة محمد شياع السوداني بدعم من الإطار التنسيقي.
ويرى مختصون أن هذه الواقعة ربما تكشف عن محاولات داخل مفاصل التيار الصدري للعودة إلى المشهد السياسي عبر بوابات غير رسمية، مستفيدين من غياب التنظيم الانتخابي الرسمي للتيار، في وقت تشهد فيه الكتل الأخرى سباقاً محموماً للتحشيد الانتخابي.
ويحظى التيار الصدري بقاعدة شعبية واسعة في بغداد والجنوب، ويرجح أن يؤدي غيابه إلى تغيير كبير في موازين القوى داخل البرلمان المقبل، ما يفتح شهية بعض الجهات أو الأفراد لاستغلال الفراغ التنظيمي داخل التيار.