مقترح إنقاذ لغزة : من المأزق إلى المبادرة ( يجب على حماس أن تهرب إلى الأمام)

بقلم: د. مروان الآغا

بعد قرابة سنة وعشرة أشهر من طوفان الأقصى، تقف حماس في مأزق تاريخي غير مسبوق. حرب إبادة إسرائيلية دمّرت غزة، خلّفت أكثر من 100 ألف شهيد ومفقود، وآلاف الجرحى والمعتقلين، وشعبًا جائعًا مشرّدًا فاقدًا للأمل، حتى مؤيدو حماس باتوا يشعرون أن المشروع دخل في نفق مغلق، وأن غزة دفعت وحدها ثمن الحسابات الخاطئة. حماس، التي كانت ذات يوم تمثل الأمل الإسلامي المقاوم، أضحت اليوم – في نظر كثيرين – العبء الأكبر على غزة. حتى بعض مؤيديها وعناصرها بدأوا يهمسون، وربما يجهرون، بأن ما حدث كان تهورًا مكلفًا، وورطة دفع الشعب وحده ثمنها.
إنها ليست مجرد كارثة إنسانية، بل نكبة وطنية مركبة، وضعت حماس وقطاع غزة، بل والقضية الفلسطينية برمّتها، في قعر أزمة سياسية وأخلاقية وعسكرية.
الشارع الغزي غاضب. البنية التحتية مدمرة، الاقتصاد منهار، التعليم مشلول، القيم تتآكل، والناس في فوضى وجوع ويأس.
في ظل انسداد أفق التفاوض وتعنت الاحتلال، لا مفر من طرح مبادرة جريئة تنقذ ما تبقى، وهنا اقترح، لا من باب المناكفة أو المحاسبة المتأخرة، بل من باب الإنقاذ التاريخي، وهي أن تستعيد حماس، أو من تبقى من عقلائها، سيناريو “الهروب إلى الأمام” تمامًا كما فعلت حماس في التسعينيات حين دعمت تأسيس حزب الخلاص الوطني الإسلامي بقيادة يحيى موسى، كمخرج سياسي معتدل يشارك في العملية السياسية دون التصادم مع احد .
المقترح هو الدعوة:
• لإحياء حزب الخلاص، أو تأسيس تيار وطني إسلامي مدني جديد.
• يدعو للحل السلمي تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية.
• يلقي أمينه العام خطابًا تاريخيًا يدعو فيه عناصر حماس والشعب للانخراط في مشروع سياسي وطني جامع.
• يطلب الدعم العربي والدولي ويقدَّم كبديل واقعي وشرعي لحماس داخل غزة وخارجها.
الوقت ينفد. إما أن تهرب حماس إلى الأمام بخيار سياسي جريء، أو تستمر في الغرق ومعها غزة والقضية.
اللهم اني بلغت اللهم فشهد